توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرض النفسى ليس وصمة عار

  مصر اليوم -

المرض النفسى ليس وصمة عار

بقلم: خالد منتصر

فى حملة د. أحمد عكاشة لإزالة الوصمة عن المرض النفسى، أكد أن الصحة النفسانية يلزم أن تعد أولوية إنسانية وإنمائية عالمية، وأولوية فى كل بلد من البلدان، كما يلزم توفير العلاج الآن لمن هم فى أمَسّ الحاجة إليه، وفى المجتمعات المحلية التى يعيشون فيها. وإلى أن يتم ذلك، سيظل المرض النفسانى يستنفد إمكانيات الناس والاقتصاد.

وأشار إلى أن الاستثمار فى مجال الصحة النفسانية معقول على ما يبدو من الناحية الاقتصادية، لأن استثمار كل دولار أمريكى واحد فى تحسين علاج الاكتئاب والقلق يحقّق عائدات قدرها 4 دولارات أمريكية فى ميدان تحسين صحة الفرد وزيادة قدرته على العمل.

يزيد الاكتئاب من خطورة الإصابة باضطرابات وأمراض ناجمة عن استعمال المواد النفسانية التأثير، مثل داء السكرى، وأمراض القلب والسرطان.

إن وصمة المرض النفسانى وتهميش المريض النفسانى والابتعاد عنه ونبذه من الجيران، ونظرة الأطفال له على أنه مجنون ويجب الحذر، والابتعاد عنه والخوف من التقرب إليه، تؤثر فى المريض بطريقة سلبية، وتجعله يفقد ثقته بنفسه ويصاب بانخفاض فى الروح المعنوية وعدم قدرته على الاختلاط والعمل، مما يشكل العجز فى التكافل الأسرى، وزيادة حالات الطلاق، والامتناع عن العمل، بل إن اللجوء للمخدرات منتشر بينهم، للهروب من الوصمة (حوالى 30 - 40%) وكذلك قد ينتشر الانتحار بنسبة تتراوح من 12 إلى 15%.

إن المريض النفسانى لا يحظى بالعناية إذا أُصيب بأمراض فى القلب، الضغط، السكر، أو السرطان، لأنه مريض نفسانى، مما جعل المرض النفسانى يقلل من عمر الإنسان نحو 15 عاماً.

وقال د. عكاشة إنه لا يوجد فى الطب النفسانى اضطراب أو مرض يسمى بالجنون، وأساء الإعلام المرئى والمقروء لصورة المريض النفسانى فى الإعلام، وما كانت تراه الناس فى السينما والمسلسلات لا يعبِّر عن حقيقة المريض النفسانى، بل معظمها تصورات خاطئة، وكلنا مرضى عقليون لمدة ساعتين يومياً، فالأحلام عبارة عن هلاوس وخيالات وضلالات، 90 دقيقة من النوم الحالم تتناوب مع ساعتين من النوم غير الحالم، فالمرض النفسى الذهانى ما هو إلا زحف الأحلام والخيالات إلى اليقظة.

كما أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة، من بينها «أن المريض النفسانى لا يشفى». والحقيقة: هى أن الفصام ليس مرضاً، يتدهور بصفة مستمرة، لأن هناك نسبة كبيرة تشفى منه مع العلاج، كما أن الاعتقاد «أن فشل الأهل فى التربية والتنشئة يسبب المرض النفسانى»، والحقيقة: هى أن الأطباء النفسانيين منذ زمن فرويد والتحليل النفسانى وكذلك علماء النفس والاجتماع قد اعتبروا الأسرة الركيزة الأساسية فى تكوين شخصية الإنسان الفرد وما قد تعانيه من المرض النفسانى -واهتم الكثيرون بالأسرة لتوضيح القوى المحركة لإحداث المرض- وبالرغم مما بُذل من الجهود فى هذا الصدد، لا يوجد دليل على أن الجو الأسرى أو سوء أو فشل الأهل فى التربية يسبب المرض النفسانى، والاعتقاد الخاطئ «أن الاضطراب النفسانى مرض معدٍ» ليس صحيحاً، أو «أن معظم مَن يعانون من الاضطراب النفسانى غير قادرين على العمل أو الزواج أو الحصول على بطولات»، وهناك اعتقاد خاطئ «أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن يصيبهم المرض النفسانى نظراً لما يعتقده الكثيرون من أن الفصام إنما يُعزى فقط لتسلُّط الشيطان على ضعاف الإيمان»، والحقيقة هى أن الفصام مرض عضوى فى المخ مثله مثل بقية الأمراض التى تصيب أعضاء الجسم كأمراض القلب أو الشرايين أو المعدة أو الكلى أو العضلات أو العيون أو السكر وأنه يعالج كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة.

وأخيرا أكد الدكتور أحمد عكاشة أن نصفاً فى المائة فقط من المرضى النفسانيين هم مَن يحتاجون إلى الدخول إلى المستشفيات لتلقِّى العلاج، بينما ٩٩,٥٪ يمكن علاجهم من خلال العيادات الخارجية، فيما لا يذهب من المرضى إلى الطبيب النفسانى عالمياً من المرضى سوى ٣٪ فقط من المصابين الفعليين، وهذا الرقم ما يجب أن يتغير ويرتفع لفائدة المرضى، والمجتمع، والدول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرض النفسى ليس وصمة عار المرض النفسى ليس وصمة عار



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon