توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرض النفسى ليس وصمة عار

  مصر اليوم -

المرض النفسى ليس وصمة عار

بقلم: خالد منتصر

فى حملة د. أحمد عكاشة لإزالة الوصمة عن المرض النفسى، أكد أن الصحة النفسانية يلزم أن تعد أولوية إنسانية وإنمائية عالمية، وأولوية فى كل بلد من البلدان، كما يلزم توفير العلاج الآن لمن هم فى أمَسّ الحاجة إليه، وفى المجتمعات المحلية التى يعيشون فيها. وإلى أن يتم ذلك، سيظل المرض النفسانى يستنفد إمكانيات الناس والاقتصاد.

وأشار إلى أن الاستثمار فى مجال الصحة النفسانية معقول على ما يبدو من الناحية الاقتصادية، لأن استثمار كل دولار أمريكى واحد فى تحسين علاج الاكتئاب والقلق يحقّق عائدات قدرها 4 دولارات أمريكية فى ميدان تحسين صحة الفرد وزيادة قدرته على العمل.

يزيد الاكتئاب من خطورة الإصابة باضطرابات وأمراض ناجمة عن استعمال المواد النفسانية التأثير، مثل داء السكرى، وأمراض القلب والسرطان.

إن وصمة المرض النفسانى وتهميش المريض النفسانى والابتعاد عنه ونبذه من الجيران، ونظرة الأطفال له على أنه مجنون ويجب الحذر، والابتعاد عنه والخوف من التقرب إليه، تؤثر فى المريض بطريقة سلبية، وتجعله يفقد ثقته بنفسه ويصاب بانخفاض فى الروح المعنوية وعدم قدرته على الاختلاط والعمل، مما يشكل العجز فى التكافل الأسرى، وزيادة حالات الطلاق، والامتناع عن العمل، بل إن اللجوء للمخدرات منتشر بينهم، للهروب من الوصمة (حوالى 30 - 40%) وكذلك قد ينتشر الانتحار بنسبة تتراوح من 12 إلى 15%.

إن المريض النفسانى لا يحظى بالعناية إذا أُصيب بأمراض فى القلب، الضغط، السكر، أو السرطان، لأنه مريض نفسانى، مما جعل المرض النفسانى يقلل من عمر الإنسان نحو 15 عاماً.

وقال د. عكاشة إنه لا يوجد فى الطب النفسانى اضطراب أو مرض يسمى بالجنون، وأساء الإعلام المرئى والمقروء لصورة المريض النفسانى فى الإعلام، وما كانت تراه الناس فى السينما والمسلسلات لا يعبِّر عن حقيقة المريض النفسانى، بل معظمها تصورات خاطئة، وكلنا مرضى عقليون لمدة ساعتين يومياً، فالأحلام عبارة عن هلاوس وخيالات وضلالات، 90 دقيقة من النوم الحالم تتناوب مع ساعتين من النوم غير الحالم، فالمرض النفسى الذهانى ما هو إلا زحف الأحلام والخيالات إلى اليقظة.

كما أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة، من بينها «أن المريض النفسانى لا يشفى». والحقيقة: هى أن الفصام ليس مرضاً، يتدهور بصفة مستمرة، لأن هناك نسبة كبيرة تشفى منه مع العلاج، كما أن الاعتقاد «أن فشل الأهل فى التربية والتنشئة يسبب المرض النفسانى»، والحقيقة: هى أن الأطباء النفسانيين منذ زمن فرويد والتحليل النفسانى وكذلك علماء النفس والاجتماع قد اعتبروا الأسرة الركيزة الأساسية فى تكوين شخصية الإنسان الفرد وما قد تعانيه من المرض النفسانى -واهتم الكثيرون بالأسرة لتوضيح القوى المحركة لإحداث المرض- وبالرغم مما بُذل من الجهود فى هذا الصدد، لا يوجد دليل على أن الجو الأسرى أو سوء أو فشل الأهل فى التربية يسبب المرض النفسانى، والاعتقاد الخاطئ «أن الاضطراب النفسانى مرض معدٍ» ليس صحيحاً، أو «أن معظم مَن يعانون من الاضطراب النفسانى غير قادرين على العمل أو الزواج أو الحصول على بطولات»، وهناك اعتقاد خاطئ «أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن يصيبهم المرض النفسانى نظراً لما يعتقده الكثيرون من أن الفصام إنما يُعزى فقط لتسلُّط الشيطان على ضعاف الإيمان»، والحقيقة هى أن الفصام مرض عضوى فى المخ مثله مثل بقية الأمراض التى تصيب أعضاء الجسم كأمراض القلب أو الشرايين أو المعدة أو الكلى أو العضلات أو العيون أو السكر وأنه يعالج كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة.

وأخيرا أكد الدكتور أحمد عكاشة أن نصفاً فى المائة فقط من المرضى النفسانيين هم مَن يحتاجون إلى الدخول إلى المستشفيات لتلقِّى العلاج، بينما ٩٩,٥٪ يمكن علاجهم من خلال العيادات الخارجية، فيما لا يذهب من المرضى إلى الطبيب النفسانى عالمياً من المرضى سوى ٣٪ فقط من المصابين الفعليين، وهذا الرقم ما يجب أن يتغير ويرتفع لفائدة المرضى، والمجتمع، والدول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرض النفسى ليس وصمة عار المرض النفسى ليس وصمة عار



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon