رحيل يوسف شريف رزق الله ترك حزناً مقيماً لدى الكثيرين خاصة رفاق رحلته، ومن رائحة الزمن الجميل لماسبيرو أرسلت لى الإعلامية الكبيرة سلمى الشماع تلك الرسالة إلى روح الجميل الغائب الحاضر يوسف شريف رزق الله، تقول الرسالة:
أول مرة التقيته كانت فى مهرجان كان السينمائى الدولى سنة ١٩٧٧، وكان «يوسف» برفقة الكاتب والسيناريست الأستاذ رؤوف توفيق، وكنت أنا مع مجموعة عمل برنامج «زووم» فى أول تغطية كاملة لمهرجان سينمائى دولى تعرض على شاشة التليفزيون المصرى.
منذ ذاك التاريخ تجمعنا «يوسف» وأنا صداقة وشراكة مهنية قائمة على الاحترام المهنى.
هو من هو يوسف شريف رزق الله يحمل من معانى اسمه الكثير: يوسف الجميل ليس شكلاً فقط، ولكنه يحمل كل صفات الجمال، شريف فى تعاملاته ومهنيته فى الإتقان، فى التفانى والالتزام والعطاء بلا حدود وليس جرياً وراء المناصب.
فمنذ تخرج فى قسم العلوم السياسية بالجامعة سنة ١٩٦٦ بعدما أتم دراسته فى مدارس الچيزويت التى كشفت عن ولعه الشديد بالأنشطة الثقافية والفنية (مسرح وسينما).
بدأت رحلته الملهمة والممتدة على أكثر من ٤٥ عاماً، حيث بدأ عمله كرئيس تحرير للأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى فى منتصف الستينات، نظراً لتمكنه التام من اللغتين الفرنسية والإنجليزية لينطلق فى سماء الإبداع ويصبح من أبرز الخبراء فى مجال الفن السابع على المستوى الدولى والمحلى.
كذلك فى عالم المهرجانات السينمائية الدولية هو من بدأ مع آخرين نشاط نادى السينما فى القاهرة، الذى أصبح «نادى السينما» سنة ١٩٧٥ و«أوسكار» سنة ١٩٨٠ على شاشة التليفزيون المصرى.
ومن هنا استطاع يوسف نقل خبراته وثقافته المتنوعة والتنويرية إلى أجيال من الشباب فقد كان لاختياراته للأفلام المختلفة الثقافات، من السينما العالمية، أكبر الأثر على الشباب من المخرجين، وصانعى السينما، وحتى فئات الشعب المختلفة.
قام بتغطية العديد من المهرجانات الدولية وكان خير سفير لبلاده، رأس قناة Nile TV من سنة ١٩٩٧ حتى سنة ٢٠٠٢، وتولى منصب المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى.
تولى رئاسة قطاع التعاون الدولى بمدينة الإنتاج الإعلامى من سنة ٢٠٠٧ حتى ٢٠١٨، ورئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامى من مارس ٢٠١١ حتى مارس ٢٠١٢، أحد مؤسسى جمعية نقاد السينما.
عرف بأنه المعلم الذى غرس حب السينما فى آلاف القلوب.
يوسف شريف رزق الله رزق الثراء، ثراء الحب والاحترام والتقدير من كل عشاق السينما فى كل مكان.
تغاضى عن الصغائر، من النادر أن تجد من يقبل العمل مع من هم أقل منه خبرة وثقافة ودراية، بل ويسهم فى دعمهم والارتقاء بهم.
طوال مشواره المهنى كان يصل الليل بالنهار لينجز مهمته فى الموعد المحدد.
احترامه للمرأة أكبر دليل على رقيه، تابعت ذلك فى وجود زوجته السيدة المثقفة ميرڤت ابنة الشاعر كاتب السيناريو الكبير أبوالسعود الإبيارى.
كانا دائماً جنباً إلى جنب فى كل الأوقات.
هو زوج ورب لأسرة هو مثلها الأعلى.
يوسف شريف رزق الله من أنبل من عرفت ومن قلائل كانوا مؤثرين فى مسيرة الإعلام المصرى والسينما المصرية.
ربنا يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمنا وأسرته الصبر والسلوان.