توقيت القاهرة المحلي 05:23:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطان قابوس والثقافة والموسيقى

  مصر اليوم -

السلطان قابوس والثقافة والموسيقى

بقلم: خالد منتصر

اختيار من كان وزيراً للثقافة فى عمان سلطاناً لها اختيار له دلالة رائعة وجميلة لمستقبل ذلك البلد الهادئ الرائع الجميل المحب والعاشق لمصر والمصريين، رحل السلطان قابوس بنفس الهدوء الذى يُغلف جو عمان، وانتقلت السلطة فى سلاسة وبساطة شبيهة بسلاسة وبساطة شعب عمان الجميل، ولأن السلطان قابوس كان محباً للثقافة والفنون بحكم تعليمه الذى تلقاه فى بريطانيا فى جو كان مشبعاً بالثقافة والفنون، فقد كان لا بد أن تحمل رسالته اسم من يخلفه، مغلفاً بماضٍ وتاريخٍ مشتبك مع الثقافة.

من يشاهد أوبرا عمان ويقرأ جدول واختيارات عروضها يعرف جيداً ماذا يعنى الفن فى عمان، خاصة فن الموسيقى، الذى كان يعشقه السلطان قابوس، خصوصاً الموسيقى الكلاسيك، التى كان متذوقاً خبيراً بأسرارها، ونتيجة لاهتمامه بالموسيقى بأنواعها المختلفة، أصدر فى عام 1985، توجيهاته بتأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، تحت إشراف مباشر منه، وفى 2001، أمر جلالة السلطان قابوس ببناء دار الأوبرا السلطانية العُمانية، لتكون أول دار للأوبرا، والوحيدة فى منطقة الخليج العربى، وافتتحها فى 12 أكتوبر 2011 فى حفل كبير مع رائعة جياكومو بوتشينى الأوبرالية «توراندو»، التى قُدِّمت بإخراج جديد، وضعه المخرج الإيطالى الكبير فرانكو زيفيريلى خصيصاً لأوبرا مسقط.

وقد ذكر سيرجى بليخانوف فى كتابه «مصلح على العرش»: أنَّ «السلطان قابوس مُعجب جدّاً بالموسيقار العالمى تشايكوفسكى، وريمسى كورساكوف، ورحمانينوف»، وقال أيضاً إنه «من المعجبين بالعديد من الملحنين الأوروبيين؛ مثل: سبيليوس، والفنلندى، وكذلك برامز، وباخ، وإيلجار، وأولسون، وبالدرجة الأولى الموسيقى الكلاسيكية».

ومن الموسيقى إلى نقد التاريخ، فقد شاهدت كلمته أثناء زيارته التاريخية إلى جامعة السلطان قابوس فى مايو عام 2000 عندما قال: إنَّ «المعرفة ليست مطلقة، وإنما متجدّدة»، وطالب أيضاً بضرورة مراجعة التاريخ الإسلامى عندما قال: «أجد أن التاريخ الذى كُتب منذ قرون مضت -أحياناً- فيه الكثير من التهويل، والكثير من التحريف، والكثير مما كتب بأهواء، أكانت سياسية أو غيرها». وطالب رحمه الله، الطلاب بضرورة نقد التاريخ، وعدم أخذ الروايات على علاتها.. وقال: إنه «لا يجب علينا أن نردِّد كل ما كتب كالببغاء»، ولأنه يعرف أنه لا نقد للتاريخ وللأفكار الرجعية المعطلة إلا بالحرية، فقد قال فى نهاية خطابه «إنَّ مصادرة الفكر والتدبر والاجتهاد من أكبر الكبائر، ونحن لن نسمح لأحد بمصادرة الفكر أبداً، من أى فئة كانت».

أعتقد أن السلطان الجديد لعمان هو أول حاكم عربى كان وزيراً للثقافة، كما كان السلطان قابوس أول حاكم عربى مغرم بالموسيقى الكلاسيكية، وعارف بأسرارها، وهذا يؤكد أن الدول التى تسعى للتقدم والنهوض لن تصل إلى هدفها فقط بأرقام الاقتصاد وإحصائيات أرصدة البنوك، لكن من خلال قوتها الثقافية الناعمة، من خلال نغمات الموسيقى وأبيات الشعر وفراشات الباليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطان قابوس والثقافة والموسيقى السلطان قابوس والثقافة والموسيقى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon