توقيت القاهرة المحلي 14:45:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَن المحرض الحقيقى على التحرش؟

  مصر اليوم -

مَن المحرض الحقيقى على التحرش

بقلم: خالد منتصر

أرسلت لى صديقة مغربية تعيش فى إسبانيا تلك الرسالة: «لقد ألغيت رحلتى إلى مصر، لا أريد أن أتعرض للتحرش الذى تعرضت له فتاة المنصورة»!!، حزنت وغضبت واختنقت من تلك الرسالة المخجلة، مشهد الضباع البشرية وهم يتحرشون بتلك الفتاة مقزز ومؤلم وجارح ومهين، الشارع لم يعد للبنت المصرية، فما بالك بالأجنبية، والسياحة ليست آثاراً وشواطئ، بل هى قبل ذلك شارع آمن دون عيون لزجة أو ألسنة وقحة أو أيادٍ سافلة أو آذان متطفلة، لكن تلك الضباع التى تمرح فى غابة من الشوارع الطاردة للبنات، هى مجرد دمى ماريونيت لمحرضين شكلوا تلك العقلية المستبيحة والمتطفلة، التى تتعامل مع المرأة على أنها قطعة لحم طرية أو فريسة تنتظر الصياد الفحل، المحرض هو من خدع البنت وأوهمها بأنها حلوى مغلفة حمايةً من الذباب، المحرض هو تيار يدين البنت بشعار «تستاهل»، لأنها هى اللى لابسة ما يهيج غريزتى، المحرض هو نجم نوّمنا مغناطيسياً حين قال: «إن فى تبرج المرأة إلحاحاً منها فى عرض نفسها على الرجل»، واستخدام كلمة «التبرج» كتزييف وعى ومرادف لدعارة الجسد، بحيث تترجم فورياً فى الوعى اللاجمعى لتحمل سمعة سيئة. المحرض هو من كان يمنحنا الفتاوى الرسمية، ثم صار نجماً للوسطية المزعومة، وهو الذى قال: «إن من هى بدون حجاب قد أسقطت عنها الرخصة»!!، إذن وطبقاً لفتواه فلننظر بلزوجة وبجاحة كما نشاء تهييجاً لغدة التحرش والاغتصاب فيما بعد، منح التمهيد للتهديد، المحرض هو الداعية المدلل الذى قال: «عدم الحجاب تعرٍّ، فهو يستفز ذكورتى»!!، فالبنت هى مجرد أداة أو سبيّة لها احتياجات، كما ذكر فى مناسبة أخرى، هى فقط فى خدمة ذكورة فضيلته وفحولة معاليه، المحرض هو محامٍ إسلامى سلفى ونجم تليفزيونى وضيف مزمن على التوك شو، هو الذى قال: «التحرش بمن ترتدى الجينز واجب وطنى»!!، المحرض هو الداعية الشاب الكاجوال الكيوت الذى قال: «اللى يشوف بنت لابسة قصير وما يتحرش بيها ما يبقاش راجل»!!!، بعد كل هذه الهستيريا من الفاشية الدينية نتساءل وبسذاجة: من أين جاء كل هؤلاء الزومبى؟!، أو على رأى الشاعر صلاح عبدالصبور الذى تساءل: متى ترعرع فى وادينا الطيب كل هؤلاء السفلة والأوغاد؟!!، ترعرعوا، شاعرنا الراحل الجميل، عندما طُردت أنت وكل جميل مبدع وكل فنان حقيقى وكل مستنير مهموم من الساحة لكى يحتلها هؤلاء، سماسرة الدين وتجار الدم، أصحاب بوتيكات الورع المزيف وبازارات التقوى الخادعة، المؤلفة جيوبهم من البيزنس الدينى والطيران على رحلات الأماكن المقدسة!، الشارع تمت مصادرته لصالح الذكر منذ أن سادت ثقافة القبح، فصار الشارع هو المكان الطبيعى لقمامة النفايات بكل أشكالها من الورقية والبلاستيكية وحتى النفايات الذكورية، نريد استعادة الشارع للبنت المصرية، تمشى فيه بكل أمان وبدون أن تقتحمها حتى النظرة المتطفلة، فالنظرة أيضاً هى نوع من أنواع التحرش، لا بد أن تكون البنت المصرية محصنة من هؤلاء الضباع، ومن يبرر تحت أى سبب هذا التحرش هو مجرم مشارك، ولتكن أغنية صلاح جاهين فى فيلم عودة الابن الضال هى شعارنا: «الشارع لنا.. إحنا لوحدنا.. والناس التانيين.. دول مش مننا»، الناس التانيين المتحرشين الذين ترعرعوا فى وادينا الطيب هم حشائش ضارة ستخنق وتغتال زهور الياسمين والفل فى حديقة الوطن، ذلك الوطن الذى يستحق بنات إيزيس لا أولاد إبليس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن المحرض الحقيقى على التحرش مَن المحرض الحقيقى على التحرش



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 10:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هند صبري تتألق بجمبسوت أنيق باللون الأحمر

GMT 04:48 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة مصمم استعراضات "فرقة رضا" المصري حسن عفيفي

GMT 22:50 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

رقم مُخيب ل جونزالو هيجواين أمام نابولي

GMT 16:22 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعلن توقيع غرامة مالية علي أفشة وفقاً للائحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon