بقلم: خالد منتصر
وصلتنى عدة رسائل من مهاجرين ومغتربين مصريين كثيرين يطلبون إنقاذهم من استغلال البعض لانشغالهم وعدم تمكنهم من متابعة ممتلكاتهم هنا فى مصر، هذا الاستغلال الذى يجعلهم يستبيحون مصادرة أراضٍ أو عقارات والاستيلاء عليها أو مقدمات وأقساط.. إلخ، وللأسف أصبحت ظاهرة وبائية، وأصبح باب الكسب السريع هو أن تخدع مغترباً أو تضحك على مهاجر، وأنت تردد سراً بينك وبين نفسك «ابقى حلنى» و«موت يا حمار» و«يبقى يلاقينى».. إلى آخر تلك العبارات التى صارت «مانيفستو» سرياً بين كثير من الذين يمارسون التحايل على المغتربين، من ضمن تلك الرسائل:
«أرجو من سيادتكم الاهتمام بالمشكلة التى سوف أقترحها على سيادتكم.. أنا مصرية ولكنى مغتربة فى كندا لمدة عشرين عاماً ولكن لدى ممتلكات عقارية فى بلدى ومنذ عامين تقريباً علمت أن قطعة أرض من ضمن ممتلكاتى تقع فى رأس الحكمة بالساحل تم الاعتداء عليها من قبل شركة معروفة وتم بناء كمبوند سياحى على أعلى مستوى، وأنه قد تم بناء فيلات على أرضى مع تزوير إمضاء زوجى دون علمى، مما جعلنى أبحث عن محامٍ من أكبر محامى مصر حتى أسترد حقى، ولكن حتى الآن منذ عامين لم يحدث شىء.. أرجو من سيادتكم طرح هذه المشكلة على الرأى العام حتى يكون هناك موقف صارم من قبل الدولة على هؤلاء الذين يستولون على حقوق الناس وخصوصاً المغتربين دون وجه حق».
انتهت الرسالة ولكن لم تنته المشكلة، ومثل تلك المغتربة هناك الآلاف ممن ضاعت أموالهم وتبخرت أحلامهم بسبب النصابين الشيك المتأنقين، أرجو من وزيرة الهجرة وأنا أعرف نشاطها وأقدر جهدها أن تنظر بعين الاعتبار إلى تلك المشكلة الجسيمة، وأن تعلن أن مكتبها على استعداد لتلقى تلك الشكاوى وستندهش عندما تجد كماً رهيباً منها على مكتبها، وتخصيص مستشارين قانونيين للمتابعة والعناية وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، إنهم يحملون مصر فى قلوبهم مهما حصلوا على جنسيات أخرى، وأعرف أن معالى الوزيرة لن تتأخر لأنها تعرف جيداً أن من هاجر ترك جذوره هنا فى المحروسة.