توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديكساميثازون ليس للوقاية

  مصر اليوم -

الديكساميثازون ليس للوقاية

بقلم: خالد منتصر

الديكساميثازون ليس علاجاً للفيروس، وليس للوقاية، وليس الحل النهائى للكورونا، بداية لا بد من ذكر تلك الثلاثية حتى تتضح الأمور.

وقبل أن نبدأ الحديث عنه، فبعد ثمانية ملايين حالة إيجابية منذ تفشى جائحة COVID-19 فى ووهان، أعلن العلماء ما أطلقوا عليه فى إنجلترا أول اختراق كبير فى البحث عن دواء لمحاربة المرض، وجد فريق بحثى فى جامعة أكسفورد أن الأدوية الرخيصة والمتوفرة على نطاق واسع والمعروفة باسم الديكساميثازون يمكن أن تكون فعالة فى الأشكال شديدة الخطورة من COVID-19، كان ديكساميثازون موجوداً منذ أوائل الستينات، غالباً ما يتم إعطاء الستيرويد أو الكورتيزون بجرعات منخفضة كمضاد للالتهابات، يتم استخدامه على نطاق واسع للربو الشديد والحساسية ووجع المفاصل، كما أنه يُستخدم فى حالات أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء والروماتويد.. إلخ، هذا التأثير على الالتهاب وجهاز المناعة لدينا هو الذى يجعله مفيداً فى محاربة أسوأ آثار COVID-19، لكن ما هو دوره فى علاج الكورونا؟ لدى الأقلية الصغيرة من المرضى والتى نسبتها ٥٪، تكون الأعراض أسوأ من مجرد الحرارة والسعال الجاف، ويحتاج المرضى إلى علاج بالأكسجين عن طريق ما يسمى بالـ«سيباب» ثم الـ«ventilator»، هؤلاء هم الأشخاص الذين ثبت أن ديكساميثازون من الممكن أن يكون فعالاً بالنسبة لهم.

وقال البحث إن الديكساميثازون يقلل من خطر الوفاة بنسبة الثلث للأشخاص على أجهزة التنفس الصناعى، والسبب أنه فى الحالات الشديدة يتفاعل الجهاز المناعى فى الجسم مع الفيروس ويصب هجوماً على الخلايا التى تحتوى عليه. يُعرف هذا باسم عاصفة السيتوكين، حيث تطلق خلايا الجهاز المناعى مواد كيميائية تسمى السيتوكينات، مما يسبب التهاباً مفرطاً، وهنا يعمل ديكساميثازون على جهاز المناعة لتثبيط الاستجابة وتقليل عاصفة السيتوكين، ويمنع الالتهاب الهائل الذى يظهر فى الرئتين والقلب، وهو المسئول عن مشكلات الجهاز التنفسى الحادة فى المرضى.

تم اختبار ديكساميثازون فى أكبر تجربة دواء لـ«COVID-19» حتى الآن، درس الباحثون تأثير الدواء فى 2000 مريض وقارنوا ذلك بنتائج 4000 مريض لم يتلقوه، تُظهر نتائج التجربة، التى لم تُنشر بعد فى مجلة محكمة، أن أكبر فائدة كانت فى هؤلاء المرضى على أجهزة التنفس الصناعى، حيث قلل ديكساميثازون من خطر الوفاة بنسبة 12٪، انخفضت من 40٪ إلى 28٪. وبالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى الأكسجين، كان هناك انخفاض بنسبة 5٪، انخفضت من 25٪ إلى 20٪.

وكما هو الحال مع أى دواء، هناك آثار جانبية، وتشمل هذه: القلق، واضطراب النوم، وزيادة الوزن واحتباس السوائل، بالنسبة للمرضى فى العناية المركزة، يمكن إدارة هذه الآثار البسيطة نسبياً بسهولة، لذا فإن فوائد ديكساميثازون فى علاج COVID-19 تفوق بكثير الآثار السلبية.

الدواء ليس للوقاية حتى لا يسحبه المصريون من الصيدليات، وهو غير فعال فى أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة الذين لا يحتاجون إلى دعم فى الجهاز التنفسى ويجب عدم استخدامه من قبَل أولئك فى المنزل.

ما أهمية تلك الدراسة التى أصبحت مثار اهتمام العالم؟ أهميتها أن نتائج ديكساميثازون تم العثور عليها فى تجربة سريرية عشوائية، حيث تتم مقارنة المرضى الذين تناولوا الدواء مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، لم تخضع الأدوية السابقة التى أشيد بها على أنها «علاجات» محتملة للفيروس إلى هذا النوع من الدراسة الدقيقة قبل الإعلان عن فاعليتها فى بعض الأوساط، وهذا يشمل حتى دواء الملاريا هيدروكسى كلوروكين، الذى يحتاج إلى مثل تلك الدراسة الواسعة ليحسم الجدل حوله، الميزة هنا أن ديكساميثازون رخيص، حتى فى أمريكا ثمنه حوالى 6 دولارات، يتم علاج المرضى فى المتوسط لمدة سبعة إلى عشرة أيام، أشارت التقديرات فى إنجلترا إلى أنه إذا كان قد استُخدم هناك منذ البداية لكان قد أنقذ خمسة آلاف حالة وفاة!! بالإضافة لرخص ثمنه هناك ما هو أكثر أهمية، وهو أن الدواء شائع وهناك مخزونات عالمية كبيرة منه، وهذا يعنى أن المرضى الفقراء حول العالم ممن لا يحظون برعاية صحية شاملة يمكن إعطاؤهم ديكساميثازون بسهولة، مقارنة بالأدوية الجديدة المحدودة والباهظة الثمن.

الديكساميثازون ليس نهاية المطاف، بل مجرد البداية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديكساميثازون ليس للوقاية الديكساميثازون ليس للوقاية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon