بقلم: خالد منتصر
الداعون إلى المصالحة والحوار مع الإخوان أو الإسلام السياسى أو السلفية الجهادية التكفيرية أو تلك الأطياف من تيارات المتأسلمين ككل، لا يدركون شيئاً مهماً أن لا حوار متكافئاً بين من يتكلم باسم الأرض، ومن يتكلم باسم السماء، من يتكلم انطلاقاً من أن رأيه تجربة بشرية، ومن يتكلم بأن رأيه وكالة من الرب، لا حوار بين الرأى ونفى الرأى، سيارة الوطن من الممكن أن أركبها أنا وأنت، بل ونقودها معاً، مثل سيارات تعليم القيادة، من الممكن أن أدوس بنزين بقوة وأنت تدوس بخفة، أنت ترى الهدوء عند المطب، وأنا أرى أن السيارة عالية وقوية وتمر من فوق المطب بأمان، اختلافات لا تؤثر، ولن تؤثر على مسار سيارة الوطن، التى تتجه إلى الأمام، إلى المستقبل، من الممكن أن تؤخّرنا بعض الشىء أو تعطلنا، لكنها لن تمنعنا، لكن الإخوانى أو المنتمى إلى الإسلام السياسى يركب معك السيارة، تدوس أنت بنزين، وهو ممسك بعصا «الفتيس» إلى الخلف، ومصر أنه يجيب «مارش دير»!!، النتيجة توقف السيارة وتدميرها، فقد تحطم صندوق التروس!!، هذا ليس درساً فى ميكانيكا السيارات، لكنه درس فى قيادة الأوطان، مستحيل أن تنهض بوطن وفيه من يتوهم أن معه التوكيل الإلهى الحصرى، مستحيل أن يتقدّم متراً واحداً ويعبر الطريق وعيناه إلى الخلف، إلى الماضى، يريد استنساخه فى الحاضر ليشل المستقبل ويجعله كسيحاً، هذا مجرد مثال تقريبى لدعاة المصالحة الوهمية الكاذبة، فالإخوان وأشباههم وأذنابهم وأطيافهم قرروا تغيير تركيبتنا الجينية المصرية، لعبوا فى الدى إن إيه بفيروس شيطانى زيّف الهوية، فلم تتغير ملامح وجوهنا فقط، بل صرنا بوجوه «زومبى» غريبة، الروح ضربت فى مقتل وليس الجسد، الوطنى لا يمتزج مع الأممى مثل الماء والزيت، هذا ينطلق من أرضية مصرية وذاك ينطلق من أرضية خلافة وأمة كونية.
سيارة الوطن تريد الانطلاق إلى المستقبل، والإخوان ليسوا مجرد فرامل تبطئ معدل الانطلاق، وإنما هم من أحرقوا السيارة وشوّهوها خارجياً وداخلياً وتركوها بلا موتور وهم يتمتمون، هذا أمر السماء، وهذا طلب المرشد، وتلك إرادة الجماعة.