بقلم : خالد منتصر
يحتاج الرحيل الفاجع للفنان الجميل هيثم أحمد زكى إلى قراءة نفسية عن تأثير الوحدة على الإنسان، وكيف أنها تكسر القلب وتشرخ الروح، لكن رحيله يحتاج إلى قراءة طبية أيضاً وتوسيع الكادر لكى لا تكون حالة خاصة بهيثم ولكنها جرس إنذار للشباب، كان «هيثم» يستعد بالريجيم والجيم العنيف لمشروع حلمه وهو فيلم «كابوريا ٢»، ومن هنا بدأت رحلته مع ما أطلقوا عليه فى الإعلام المكملات، فقد كتبت من قبل عدة مرات عن خطر المنشطات والمكملات والهرمونات التى يتناولونها فى الجيم لتضخيم العضلات بنصائح من مدربى الجيم، الذين يقدمون الفتاوى الطبية دون أى خلفية علمية والتى تؤدى إما إلى العقم أو الموت، ينصحهم هؤلاء المدربون بالمنشطات والهرمونات والمكملات والأمينو مجهولة المصدر، خلطات قاتلة من تستوستيرون وهرمون نمو على بروتينات وكورتيزونات.. إلخ، كله بلا رقابة ودون ضوابط وبالفتاوى، فالمنشطات الهرمونية على سبيل المثال والتى قد تكون مماثلة لهرمون الذكورة (التستوستيرون) أو من مشتقاته تؤدى إلى العقم فى كثير من الحالات، وكذلك ضعف القدرة الجنسية، وضمور الخصيتين، فعند زيادة هرمون الذكورة عن المعدل الطبيعى يقل إفراز الهرمونات المحفزة FSH وهرمون LH، وهناك الكرياتين Creatine وهو مكمل غذائى من السهل شراؤه من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، وهو أحد أشهر المكملات التى يقبل الرياضيون أو من يمارسون رياضة بناء العضلات على أخذها، وهو مادة طبيعية يفرزها الجسم تعمل على مساعدة العضلات على إطلاق أو تحرير الطاقة، حيث يحفّز العضلة على إنتاج المزيد من جزيئات الطاقة (ATP)، لذا يستخدمه العديد ممن يمارسون رياضة رفع الأثقال ليعطيهم دفعة سريعة من الطاقة، والإفراط فى تناوله قد يسبّب أعراضاً سلبية، ففى حال تناول جرعات زائدة قد يتسبّب فى تلف أو ضرر فى الكلى، كما قد يتسبّب فى احتباس السوائل فى الجسم، وهناك الإيرثروبويتين Erythropoietin، وهو علاج هرمونى يُستخدم فى علاج حالات الأنيميا التى تصيب مرضى الفشل الكلوى، حيث يحفّز إنتاج خلايا الدم الحمراء، الأمر الذى يزيد كمية الأكسجين التى تصل إلى العضلات، لذا يستخدم كمنشط لزيادة القدرة على التحمّل، ومن أضراره، حسب موقع «مايوكلينيك»، تسبب الإيرثروبويتين بما لا يقل عن 18 حالة وفاة بين متسابقى الدراجات الهوائية الذين شاع استخدامه بينهم خلال فترة التسعينات من القرن الماضى. يزيد من خطر الإصابة بالتجلطات (الجلطات القلبية، السكتات الدماغية والجلطات الرئوية)، وهناك هرمون النمو الذى يفرزه الجسم بشكل طبيعى ليحفّز العضلات والجسم بشكل عام على النمو أثناء فترة الطفولة وحتى البلوغ. ويقوم بعض الرياضيين بشكل غير قانونى بأخذه؛ لتحسين كتلتهم العضلية وتقويتها، رغم أن نتائجه غير مثبتة، ومن أضراره آلام المفاصل، ووهن وضعف فى العضلات، واختلال فى تنظيم مستوى الجلوكوز فى الدم، واضطرابات فى عضلة القلب، وارتفاع مستوى الكوليسترول فى الدم.
الملاحظة الطبية الثانية هى إهمال تعب وحرقان وحموضة المعدة وعدم الانتباه إلى أن تلك الأعراض من الممكن أن تكون بداية ذبحة صدرية، فقد ذهب «هيثم» إلى الأجزخانة بتلك الأعراض ومعها قىء، إلى الصيدلية لا إلى المستشفى، فوصفوا له علاج الحموضة، وهى فى الحقيقة ذبحة وعضلة قلب تموت نتيجة انسداد الشرايين، لذلك لا بد من الانتباه حتى من جانب الأطباء الشبان لتلك النقطة، رحم الله هيثم زكى ورحمكم جميعاً من أخطر القتلة وهو الوحدة.