توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصرى بين الممر والسنترال

  مصر اليوم -

المصرى بين الممر والسنترال

بقلم: خالد منتصر

أجمل من فيلم «الممر»، هى الحالة التى أحاطت بالفرجة على «الممر»، بعيداً عن التشريح الفنى للفيلم الذى حتماً سنختلف عليه كمشاهدين ونقاد، إلا أننا لن نختلف على بهجة الحالة ونشوة اللمة ودفء الونس كمصريين، كان أكثر ما بث الرعب فى قلوب المصريين وجعلهم يخرجون فى ٣٠ يونيو بتلك الأعداد الغفيرة، هو الخوف من فقدان الهوية على يد الإخوان، فقد كانوا قد بدأوا فى إذابة تلك الهوية وتشويه الـ«دى إن إيه» المكون لنواتها، فكل شىء من الممكن أن يعوض ويتم إصلاحه، حتى الفساد الإدارى والانهيار الاقتصادى... إلخ، إلا فقدان الهوية ومسخ الشخصية، إن حدث فلن يعوض ولن يعالج، حالة الالتفاف والنقاش والإعجاب والحماس التى أحاطت بفيلم الممر عند عرضه تليفزيونياً للشعب المصرى على القنوات الفضائية والأرضية، هذه الحالة بثت الطمأنينة فى أن الهوية ما زالت بخير، وأن النواة تحتفظ بعافيتها وحيويتها برغم بعض الشوائب والسموم والفيروسات التى حاولت اختراقها وسرقة شفرتها الجينية، إلا أن كل تلك المحاولات ظلت سطحية ولم تنفذ إلى العمق، بالطبع كانت مشاهد المعارك الحربية التى أخرجها المخرج الكبير شريف عرفة هى مغناطيس الجذب ومحط الأنظار ومركز الإبداع، إلا أن مشهد السنترال هو الذى مثّل لى شخصياً «ماستر سين» الفيلم، فعبور الممر وتدمير المعسكر الإسرائيلى استولى بالطبع على اهتمام الجميع، وأيقظ أحاسيس البهجة والفرحة واستعادة الكرامة والأخذ بالثأر، لكن مشهد السنترال يحكى لك ببساطة كيف تسقط الشعوب من داخلها بالانسحاق واليأس وخدش اللحم والروح بأظافر السخرية، وتحول كل فرد إلى جزيرة معزولة ووطن مهجور مهاجر، حينها ينتفى مفهوم الشعب وفكرة الوطن الذى إذا بحثت عنه فى وقت الشدة والاحتياج إلى التكتل لمواجهة الخطر لن تجده، إذا سكنتنا روح السنترال سينهار الوطن، وإذا سكنتنا روح الممر سيستيقظ الوطن وينمو ويزدهر، عامل السنترال الذى سخر من بطل الفيلم وشاركه الموظفون والجمهور، ونشب مخالب الإهانة ليتضخم غول المهانة، بدلاً من التكاتف لدرء الخطر يكون الحل والبديل، دعنا نتسلى على الجثث والغربان تنهشها، هل روح السنترال هى الحل؟، أم روح الممر؟، لا أقول أبطال الممر، لكن أقول روح الممر، العزيمة، الإصرار، التخطيط، التفكير خارج الصندوق، الإرادة، الحب بين أفراد الفريق، أى فريق بداية من أفراد كتيبة إلى شعب كامل، لا نريد أن نكون «فوتوكوبى» بشرياً، كلنا شبه بعض، لا ليس هذا هو المطلوب أبداً، لكن أن تصب اختلافاتنا فى وعاء هذا الوطن، فهو ليس سكناً مؤقتاً بل أرض تضم أرواحنا وأجسادنا وأحلامنا وإحباطاتنا، وستضم رفاتنا فيما بعد، كل فرد فى كتيبة «الممر» كان يشكو من التهميش، فى أحد حوارات الفيلم عندما أحضرت الفتاة السيناوية الجميلة الطعام إلى الجنود، كان النوبى يشكو والصعيدى والسيناوى، لكن كما جمعتهم وجبة الطعام، جمعتهم عقيدة الوطنية، كل منهم برغم الصعوبات والشكاوى، كان على استعداد لبذل الدم من أجل معنى مجرد اسمه الوطن، المهم أن نحتفظ بروح الممر لا بروح السنترال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصرى بين الممر والسنترال المصرى بين الممر والسنترال



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon