توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علموا أولادكم المسرح والرسم والموسيقى

  مصر اليوم -

علموا أولادكم المسرح والرسم والموسيقى

بقلم: خالد منتصر

سيموت الإرهاب يوم أن ينتصر الفن، وسينقرض المتطرف يوم أن يبدع الفنان، لا يمكن أن يذبح شخص شخصاً آخر وهو يهتف الله أكبر وهو قد تعلم أو أحس أو تذوق الفن، الفن إنسانية، الفن سمو، الفن حب، الفن بهجة، الفن حياة، لا يمكن أن يتآلف مع ثقافة الموت، أو ينشر سلوك الخراب والدمار، الإرهاب لن يموت فقط بالبحث فى التراث وتجديده، بالطبع هذا مهم، لكن الأهم بناء الإنسان الباحث، وبناء الإنسان الذى سيستجيب لذلك التجديد وتلك القراءة، والبداية هى الطفل، هذه الصفحة البيضاء، العجينة التى يمكن تشكيلها بسهولة وتعليمها سلوكيات الرقى والتحضر من خلال الفن، المدرسة صارت تتعامل مع الفنون على أنها زائدة دودية، عبء، عورة، مشكلة وليست حلاً، علموا أولادكم المسرح والرسم والموسيقى، كانت هناك إدارة عظيمة للمسرح المدرسى، وأدارها فنانون كبار ومحترفون، وكانت هناك مسابقات بين المدارس من المرحلة الابتدائية للثانوية، وكان الأطفال والتلاميذ يحضرونها، وكانوا يمارسون كل التفاصيل الفنية، بداية من نجارة الديكور وتعليق لمبات الإضاءة وانتهاء بالإخراج والتمثيل، وتأتى لجان التحكيم التى كانت منتقاة على أعلى مستوى لتحكم ثم يتم توزيع الجوائز على الفائزين فى حفل يحضره الوزير وقيادات التعليم، أين المسرح المدرسى؟ من المؤكد أن إدارة المسرح المدرسى عشش فيها العنكبوت وانقرضت مثلها مثل الديناصورات، أما حصة الرسم فقد صارت هى الحصة الملغاة والمشطوبة دائماً فى مدارسنا، مدرس العربى مزنوق فى حصة مراجعة يأخذ مكان مدرس الرسم، مدرس الحساب يريد تعويض غيابه فيطالب الناظر بإلغاء تلك الحصة التافهة التى تسمى حصة الرسم، يفقد الطالب إحساس اللون والكتلة والضوء والظل والخط، فيخرج من مدرسته متآلفاً مع القبح، يرى القمامة فلا يندهش، يشاهد البيوت القبيحة فلا يصيبه الاستغراب، يرتدى ملابس مشوهة لأنه لم يتعلم الذوق فى الاختيار والتناسق فى الألوان، نأتى إلى أُم الفنون «الموسيقى»، معظم مدارسنا لا توجد فيها غرفة موسيقى أصلاً، فضلاً عن آلات موسيقية، الناظر يبحث فقط عن تلميذ يجيد الطبلة والإكسيلفون للعزف فى طابور الصباح، أو يريح الناظر نفسه ويفتح الكاسيت أو الكمبيوتر!!، هذا هو المطلوب من الموسيقى فقط لا غير وكان الله يحب المحسنين!!، أما غير ذلك فالموسيقى عند معظم من يديرون العملية التعليمية من المساخر والمعازف المحرمة التى سيصب فى آذان سامعيها الرصاص المصهور، أو على الأقل إن لم يكونوا متزمتين فسيعتبرونها تضييعاً للوقت وإهداراً للأهم، يتخرج التلميذ متصحر الوجدان، يعانى من جفاف المشاعر، لم يكتشف أحد مواهبه المدفونة، فيخرج كبته فى تطرف أو عنف أو تحرش.. إلخ، الفن لم يهذب مشاعره، ولم يرتق بعواطفه، فيدخل فخ ثقافة الموت والرعب والخوف، الفن الذى كان فرصة لاستعادة الثقة بنفسه، وملجأ آمناً لروحه، يصير من الأعداء لأن الأشرار الذين لا يحبون الغناء ويعشقون الدم قد علموه ذلك، علموا أولادكم الفن، حتى يحبوا الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علموا أولادكم المسرح والرسم والموسيقى علموا أولادكم المسرح والرسم والموسيقى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon