توقيت القاهرة المحلي 12:30:18 آخر تحديث
الاثنين 28 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لماذا نكره الفيزياء؟

  مصر اليوم -

لماذا نكره الفيزياء

بقلم - خالد منتصر

ما يحدث يوم امتحان الفيزياء كل عام داخل لجان الثانوية العامة وعلى أبواب المدارس وفى البيوت بات صداعاً مزمناً وحالة مستعصية على العلاج، هستيريا جماعية وصلت لحد أن سيارات الإسعاف تقف على أهبة الاستعداد فى هذا اليوم العصيب الذى أصبح وكأنه يوم الحشر العظيم، وصرنا ننتظر نفير الحرب ونُذر الدمار كلما اقترب يوم الفيزياء! ما الذى حدث؟ ما سر كل هذا الرعب؟ وهل ستنضم فوبيا الفيزياء إلى قائمة الأمراض النفسية مثل فوبيا الأماكن العالية والمغلقة؟!

عندما ينظر طالب الثانوية حوله سيجد أن أيادى علم الفيزياء البيضاء فى كل مكان، تمتعه وتسهل له حياته، بداية من الكمبيوتر والموبايل وحتى جهاز الليزر الذى يعالج عيوب نظره أو المنظار الذى يشخص ويعالج عبر ثقب بسيط دون الحاجة إلى شق البطن أو الظهر، الراديو والتليفزيون والكهرباء والبلايستيشن والترانزستور والثلاجة والميكروويف... إلخ، تقريباً كل شىء فى حياتك هو هدية من علم الفيزياء، فلماذا تكرهها إلى تلك الدرجة؟ لماذا تحب مشاهدة التليفزيون واللعب على الكمبيوتر وتكره النظريات التى صنعت التليفزيون والكمبيوتر؟ لماذا تحب استهلاك الأشياء وتكره فهمها؟ إذاً السر فى كراهيتنا للخيال الذى هو سر وعماد الفيزياء، وكما قال أينشتين عمدة الفيزيائيين إن ما ينقصنا ليس المعرفة بل هو الخيال، نحن نعانى من أنيميا الخيال، وطريقة تعليم الفيزياء لا تساعد على بناء وتنمية هذا الخيال، أنت كطالب لا ترى الذرة ولا الإلكترون ولا النيوترون، ولكن مطلوب منك أن تتخيل وترسم صورتها فى ذهنك، وبالطبع أنا لا أتكلم عن فيزياء الكم مثلاً التى وصل فيها جموح الخيال إلى أعلى سقف، أنا أتحدث عن مستوى الفيزياء التى تدرس فى الثانوية العامة، ومنهجها ليس سيئاً وليس هو المشكلة ومعلوماته مطلوبة بشدة، لكن المشكلة هل الطالب يملك خيالاً يساعده على تحويل ما يحفظه صم إلى منظومة مفهومة فى مخه عبر التخيل، هل نحن قمنا بتغذية تلك القدرة التخيلية عنده؟ للأسف لا، الحل لا بد من أفلام أنيميشن تنتجها وزارة التربية والتعليم على مستوى الأفلام العلمية التى نشاهدها فى قنوات ديسكفرى والمنصات العلمية التى تبسط العلوم وعلى رأسها علم الفيزياء.

الفيزياء هى الطبيعة، يعنى هى كل ما حولنا، وإن لم نفهمها سيظل ما حولنا مبهماً وسنظل مثل أى كائن حى فى أى غابة، يأكل ويتناسل فقط، غير عابئ أو مهتم بما حوله فى هذه الغابة، كيف يحدث ولماذا يحدث؟ سر تميز جنس الإنسان هو محاولاته لفهم تلك الطبيعة وفك رموزها، وهذا ما حدث من خلال علم الفيزياء، لذلك فكراهية الفيزياء هى كراهية للفهم والكشف، كراهية للحياة والطبيعة، كراهية للنفس، تنتج مشوهين عقلياً ونفسياً، لا يجدون بعد كراهية الفيزياء منفذاً إلا كراهية الحياة نفسها وتدميرها، التصالح مع الفيزياء صار قضية حياة أو موت قبل أن يكون مشكلة يوم امتحان، يوم أن يشعر الطالب عندنا بلذة ونشوة حل معادلة فيزيائية أو التوصل لفهم سر ما يحدث فى كل ما يتعامل معه من أدوات حديثة، يوم أن نكون قد طرقنا باب الحضارة والحداثة بجد، يوم أن تمتلئ رأس الطالب بأسئلة مؤرقة عن أسرار الطبيعة، يوم أن نكون قد وقفنا كتفاً بكتف أمام العالم لنقول بكل ثقة: نحن هنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نكره الفيزياء لماذا نكره الفيزياء



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:05 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

مصر تبحث تطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية
  مصر اليوم - مصر تبحث تطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية
  مصر اليوم - مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة يكرم هند صبري

GMT 11:51 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيهما الأهم القيادة أم القائد ؟

GMT 13:24 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

ديكورات أميركية يمكنك تطبيقها بمكتب العمل في المنزل 

GMT 03:42 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نادية الجندي تكشف عن حزنها لرحيل الإعلامي حمدي قنديل

GMT 13:19 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

زكريا الشناوي يوضح أسباب منع تداول الدواجن الحية

GMT 03:23 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عزة محمود تكشَّفَ عن مشوارها مع تصميمات الغرافيك

GMT 20:47 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

"زيت الأرجان المغربي" لتعزيز صحة الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon