فى مارس تم تشخيص امرأة من فلوريدا تُدعى لى ميركر من جاكسونفيل على أنها مرحلة مبكرة من سرطان الثدى على الرغم من الحفاظ على نمط حياة نشط وصحى، لكن فى شهر نوفمبر الماضى فقط تم اختيارها كأول مريضة تُشفى من سرطان الثدى بمساعدة لقاح جديد.
اللقاح أو التطعيم ضد سرطان الثدى الذى أنقذ حياتها قالت عنه فى مقابلة مع قناة «فوكس» إنها منزعجة ومشوَّشة أثناء تشخيصها بسرطان الثدى، لأنها كانت تعيش فى نمط حياة صحى، وبالرغم من ذلك باغتها هذا الوحش الغادر، قالت ميركر إنها ذهبت إلى عيادة مايو كلينك فى جاكسونفيل من أجل البدء فى علاجها، لكن سألها الطبيب إذا كانت ترغب فى تجربة لقاح تجريبى يهدف إلى محاربة المرحلة المبكرة من سرطان الثدى، ويهدف إلى منع أى تطورات مستقبلية. وافقت على الفور، وقالت إنها اشتركت فور الاقتراح بعد أن اقتنعت بأن التطعيم طلقات رصاص على السرطان ولن يفيدها هى فقط بل سيفيد كل مَن لديها هذا المرض اللعين، وبعد إعطاء اللقاح أعلن الطبيب أنها خالية من السرطان.
قال الدكتور كيث كنوتسون، من مايو كلينك جاكسونفيل، إنهم رأوا بعض الأدلة على القضاء على الورم، وكذلك بعض الأدلة على تحفيز الجهاز المناعى.
وقال أيضاً إن نتائج ميركر كانت مطابقة لتنبؤاتهم وآمالهم بالرغم من أن هذا أول اختبار بَشرى لهم بعد اختبار اللقاح على الحيوانات بنجاح، ذكرت ميركر أنها لا تزال تخضع لعملية استئصال الثدى المزدوجة للتأكد من أن سرطان الثدى قد خرج من جسدها، لأن اللقاح كان مجرد تجربة ويجب إجراء مزيد من الدراسات. يمكن الآن دراسة أنسجة الثدى التى تمت إزالتها من قِبل العلماء للحصول على مزيد من النتائج بشأن اللقاح، قالت ميركر إنها سعيدة بمدى التقدم الكبير الذى حققته بعد اكتشاف اللقاح التجريبى، هى حقاً شعرت بالإرهاق من الوقوع فى براثن عدو الكثير من النساء، وبرغم أنها سمعت ورأت كل أنواع القصص عن المعارك مع سرطان الثدى، فإنه كان من الرائع القضاء على سرطان الثدى.
قال الدكتور كنوتسون إنهم بدأوا فى تجربة اللقاح على مرضى آخرين، وإنهم يبحثون عن المزيد من المتطوعات، بالطبع لا يزال أمام اللقاح طريق طويل، لكن الدكتور كنوتسون قال إنه واعد، ويساعد فى إظهار ظلال المستقبل وتحقيق الأمل الذى يعمل الأطباء بجد تجاهه.
صرح د. كنوتسون بأن لقاحاً ضد سرطان الثدى هو مسألة وقت فقط، وقال إن عيادة مايو تعمل حالياً على العديد من اللقاحات التى تهدف إلى الوقاية من السرطان وضربه، ويتوقع أيضاً أن تبدأ تجربة فى عام 2020، بشأن لقاح يهدف إلى منع سرطان الثدى من التكوّن فى مريض سليم، وسيكون بمثابة الفرامل ضد سرطان الثدى.
قالت الدكتورة سارانيا تشومسرى إن اللقاح الثورى يمكن أن يساعد الجسم على محاربة الخلايا السرطانية، وقالت إنه يمكن أن يحفز استجابة المريض المناعية الخاصة بحيث تدخل الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية وتهاجم السرطان، تضمن العلاج الحصول على تلك الرصاصة أو الجرعة لمدة 12 أسبوعاً على التوالى، كانت 3 متتالية، و4 طلقات متباعدة كل أسبوعين، كان كل من شارك فى هذا المسار منتشياً عندما أظهر اللقاح نتائج إيجابية، وأعلن أن ميركر خالية من السرطان.
يقول الباحثون إن الهدف النهائى هو أن اللقاح سيمنع السرطان تماماً وأن يكون «متاحاً على الرف» مثل لقاح الإنفلونزا. يقول طبيبها المعالج: «مثلما أن لقاح الإنفلونزا يحفز جسمك على مهاجمة الفيروس، فهذا اللقاح يحفز استجابة مناعية لمهاجمة الخلايا السرطانية وبروتين HER2».
تبرز الدكتورة Chumsri أن لقاحها منخفض السُّمية (على عكس العلاج الكيميائى وغيره من علاجات السرطان)، ولا يتطلب أى إجراءات مكثفة وسيعمل فى مرضى أكثر من لقاحات السرطان السابقة.
وتضيف تشومسرى: «مع بعض اللقاحات السابقة، كان يتعين علينا سحب الدم المحيطى للمرضى، وإخراج خلايا الدم البيضاء، وتحفيزهم فى الخارج ثم إعادته إلى المريض».
أما لقاحها القائم على الببتيد الذى يجمع بين 4 ببتيدات مختلفة، مما يجعله فعالاً فى 97 بالمائة من المرضى، لكن اللقاحات الأخرى التى تستخدم ببتيد واحد كانت تعمل فقط فى نحو النصف.
وتؤكد الباحثة أن «علينا أن نتأكد من أنه آمِن حقاً قبل أن نفكر فى استخدامه على مريضة سليمة بدون سرطان الثدى، ربما لا يزال هذا بعد عدة سنوات من الآن، لكن حتى الآن المرضى فى حالة جيدة والآثار الجانبية ضئيلة».