توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يحتفل بعيد ميلاد قديس الطب

  مصر اليوم -

العالم يحتفل بعيد ميلاد قديس الطب

بقلم: خالد منتصر

يحتفل العالم بالذكرى 105 لميلاد الطبيب عالم الفيروسات الأمريكى الجنسية، الروسى الأصل، اليهودى الديانة «سولك»، مكتشف لقاح شلل الأطفال، وبهذه المناسبة أعيد نشر بعض الخواطر التى كنت قد كتبتها عنه، «سولك» يستحق الاحتفال ليس ليوم واحد بل لقرن بأكمله، إنه قديس الطب الذى لا بد لكل أطفال العالم أن يهتفوا فى صوت واحد «شكراً لك أيها الرائع العظيم»، فقصة هذا الرجل ملحمة، وحكاية انتصاره على شلل الأطفال قصة تصلح لفيلم، لو قدر له أن يخرج إلى النور سيكون من أهم كلاسيكيات السينما، قصة حياته هى سلسلة انتصارات وكفاح ضد أخطر وأعتى المشاكل والعوائق، بداية من رفض أى جهة أمريكية تعيينه فى أى وظيفة نتيجة ديانته اليهودية، وانتهاء بالحرب الضروس حتى من الزملاء ومن بينهم «سابين» نفسه شريكه ومنافسه فى اكتشاف وتطوير اللقاح من الحقن إلى الفم، كى نتعرف على حجم الإنجاز وعبقرية الاكتشاف وإعجاز الجهد الذى بذله «سولك»، لا بد أن نتعرف أولاً على مدى المعاناة التى كانت تعانيها أمريكا ومعها العالم كله من وحش شلل الأطفال الكاسر، يكفى أن تعرف أن فصل الصيف قبل 1955، سنة إعلان الاكتشاف، الذى من المفروض أنه فصل النشاط واللعب للأطفال كان موسماً للسجن داخل المنازل وإغلاق حمامات السباحة وانتشار الرعب والفزع فى أرجاء أمريكا كلها، أى ارتفاع فى درجة الحرارة أو آلام فى العنق تفسر على أنها شلل أطفال، كانت أهم صناعة أمريكية هى صناعة الرئة الحديدية البشعة التى يسجن فيها الطفل الذى افترسه شلل الأطفال وفتك به حتى شلت عضلات قفصه الصدرى فلم يعد قادراً على التنفس، تسحب هى الهواء وتضخه فى عملية شهيق وزفير اصطناعية لمساعدة المريض على الحياة، كانت بمثابة آلة تعذيب يدفن فيها الطفل طوال حياته ولا يظهر منها إلا رأسه!!، كل سنة كان ينضم إلى طابور المعاقين نصف مليون طفل، وكان نصيب الولايات المتحدة وحدها عام 1916 هو 27 ألف طفل مصاب، وكانت بداية الاهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض اللعين مع عيد ميلاد «روزفلت» 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض فى العالم، واستطاعت الحملات فى أول عام تجميع 1٫8 مليون دولار وهى الخميرة التى ساعدت «سولك» على أبحاثه، ماذا فعل «سولك» بعد هذا الاضطهاد الذى عاناه بسبب دينه وبسبب عبقريته وتفوقه؟، هل قرر أن يفجر نفسه فى عملية انتحارية لينتقم من الآخرين الكفار؟!، هل قرر أن ينتقم مادياً ويتاجر ببراءة اختراع يذل بها العالم الذى رفضه ونبذه فى البداية؟، رفض «سولك» أن يسجل براءة اختراع وخسر سبعة مليارات من الدولارات كان سيكتنزها فى حساب البنك، ظل يعمل 18 ساعة يومياً لكى يهزم «دراكيولا» شلل الأطفال ويخرج اكتشافه إلى النور، حاول «سولك» فى أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل فى أولى تجاربه 1954 عندما حقن فى البداية 137 طفلاً بلقاحه، وارتفع الرقم إلى 2 مليون طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، ومن بينهم توفى أحد عشر مصاباً، وظل «سولك» يطور من حقنة المصل حتى أعلن اكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور «سابين» الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط فى الفم وليس حقناً، وخرج اكتشافه إلى النور عام 1957.

العلم لا دين ولا وطن له.. شكراً «سولك» أقولها لروحك نيابة عن أطفال الدنيا الذين أنقذتهم من مصير السجن فى الرئة الحديدية، وأقول لروحك ملاحظة أخيرة فى صيغة سؤال: هل نما إلى علمك أن الدول الثلاث التى ما زال منتشراً بها شلل الأطفال هى أفغانستان وباكستان ونيجيريا وهى للأسف بلاد إسلامية، ومع الأسف والخجل أيضاً أنهم يطاردون هناك البعثات الطبية التى أرسلت لإنقاذ أطفالهم بحجة أن التطعيم فيه دهن خنزير ويسبب العقم؟!، لترقد روحك فى سلام ولتدعُ معنا من قبرك باللعنة على الجهل والتخلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يحتفل بعيد ميلاد قديس الطب العالم يحتفل بعيد ميلاد قديس الطب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon