توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بصمات مدرسة الخارجية على العلاقات المصرية - الإسبانية

  مصر اليوم -

بصمات مدرسة الخارجية على العلاقات المصرية  الإسبانية

بقلم: خالد منتصر

تتميز مدرسة الخارجية المصرية بأنها ليست مؤسسة جامدة، لكنها على العكس، فهى من أكثر المؤسسات مرونة وقابلية للتطور والتغيير مع الأحداث الخارجية والداخلية، لديها ميزان ذهب حساس ولا يتناقض رسوخ عراقتها مع أناقة حداثتها، وهذا يعتمد بالأساس على كتيبة السفراء الذين يتم اختيارهم وترشيحهم من قِبل وزير الخارجية المحنك سامح شكرى، والذين هم على أعلى مستوى من الثقافة والمهنية والوطنية والذكاء، وهذا ما لمسته فى مقابلتى وحوارى مع السفير عمر سليم، سفيرنا لدى إسبانيا، فقد لمست فيه الثقافة والاستنارة واتساع الأفق وحب مصر المحروسة الذى يسرى فى الروح ويسكن الوجدان حتى النخاع، وعرفت أن هذا العشق المصرى يسرى فى الجينات ويكمن فى الجذور، يكفى أن الجد هو سليم حسن صاحب أكبر موسوعة ومرجع لمصر القديمة، إنه صورة مشرّفة لمصر فى أوروبا، وما يفعله السفير عمر سليم هو تطبيق عملى لشعار الخارجية المصرية، «قدرات وإمكانيات السياسة الخارجية كلها موظفة لخدمة الداخل».

ولنتحدث بالأرقام، فقد زاد معدل نمو الصادرات المصرية إلى إسبانيا بنسبة ٥٧٪، وهو أعلى رقم، مما يعتبر قفزة هائلة وعظيمة رغم انخفاض الصادرات البترولية، فإنه تم التعويض من الصادرات السلعية، خاصة الموالح لدولة هى فى الأساس أكبر مصدر موالح للاتحاد الأوروبى، ويتم الآن تصنيع الصوب الزراعية فى مصر من خلال الاستعانة بالخبرة الإسبانية، ومن أهم أوجه التعاون المبشّرة بين مصر وإسبانيا مجال النقل، حيث سيتم توريد ستة قطارات إسبانية على أعلى مستوى من الراحة والرفاهية والتكنولوجيا والأمان بعقد صيانة ثمانى سنوات، وهى على الخط ما بين مصر والإسكندرية، أما أحدث مجالات التعاون ففى مجال الطاقة المتجددة النظيفة، محطة توليد طاقة بالرياح فى العين السخنة مصروف عليها من ثمرات التعاون المصرى - الإسبانى بأقل فائدة.

أما على الصعيد السياسى فالتفاهم المصرى - الإسبانى على أعلى مستوى، حفاظاً على استقرار المنطقة، أما التعاون الثقافى المصرى - الإسبانى فهو شىء مشرف بالفعل، وقد لمسته بنفسى حين أثمرت جهود السفير عمر سليم الناجحة عن عرض فيلم «يوم الدين» هناك فى البيت العربى، حيث امتلأت القاعة بالجمهور فى جميع حفلاته، بكل ألوان الطيف، ولاقى نجاحاً رائعاً، وهناك أيضاً بعثة التنقيب الإسبانية عن الآثار، التى لها وقت طويل هنا فى مصر، أما الندوات الثقافية ومعارض الفن التشكيلى فى المركز الثقافى الإسبانى التى تتم بشكل شبه أسبوعى، فهى وقود عقلى وروحى واحتفالية تفاهم تعبر عن مدى أهمية القوة الناعمة المصرية.

من الصعب فى المجال السياحى أن تقنع سكان أهم دولة سياحية فى العالم بأن تسافر للسياحة خارج أوروبا، لكن هذا ما حدث بالفعل، فقد زاد معدل الرحلات إلى سبع رحلات طيران أسبوعياً ما بين مدريد والقاهرة ورحلة أسبوعية ما بين مدريد وأسوان، وخمس رحلات من برشلونة، بخلاف الشارتر، وقد زادت سياحة الإسبان إلى مصر من ٣٣ ألف سائح إلى ٧٠ ألفاً، ومتوقع فى العام القادم أن يصل الرقم إلى ١٠٠ ألف، وهذا رقم كبير لجمهور يعتمد على السياحة الثقافية والآثار وخلافه، لا الشاطئية.

وهناك مشروع رائع تم برعاية السفارة هناك، وهو مشروع المائة مليون شجرة زيتون، بإشراف أفضل دولة فى هذا المجال على مستوى العالم، مجالات التعاون والنجاح فى العلاقات المصرية - الإسبانية، كلها تبشر بالخير وتبث الأمل من خلال العقلية المنظمة المنهجية الهادئة لمدرسة الخارجية المصرية العريقة المتميزة التى بالفعل تدعو إلى الفخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بصمات مدرسة الخارجية على العلاقات المصرية  الإسبانية بصمات مدرسة الخارجية على العلاقات المصرية  الإسبانية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon