توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا تعاد طباعة كتب فرج فودة؟

  مصر اليوم -

لماذا لا تعاد طباعة كتب فرج فودة

بقلم: خالد منتصر

فقد المفكر فرج فودة حياته فى معركة التنوير، فهل سيفقد تراثه وفكره وكتبه أيضاً؟!، هل دُفنت كتبه معه؟، أين الجناح أو الناشر فى معرض الكتاب الذى نستطيع شراء نسخ جديدة منه لفرج فودة؟، لا يوجد للأسف، لكى يصل «فودة» أثناء حياته إلى القارئ، اضطر لطباعة معظم كتبه فى دور نشر غير مشهورة، أو على حسابه الشخصى، معظم هذه الدور أغلق أبوابه، ولا توجد عقود لمعظم تلك المؤلفات، لأن «فودة» كان يعرف أن حياته قصيرة، وليس أمامه إلا السباق مع الزمن وإصدار تلك الكتب بسرعة قبل الرحيل، ليس لدينا إلا رصيد مشوش من عدة ندوات مسجّلة ونسخ من كتبه مستباحة للحذف والإضافة من قراصنة الكتب، لماذا لا تتصدى هيئة الكتاب كمركز التصنيع الثقافى الثقيل فى مصر لتلك المهمة التنويرية الجليلة؟

وأعتقد أن «سمر»، ابنة الشهيد فرج فودة، لن تمانع فى إعادة طباعة أعماله، مؤلفات فرج فودة ليست مجرد سطور بين دفتى كتاب، بل هى معارك على الأرض سُطرت بحبر وانتهت بدم، دفع حياته ثمناً لفاشية أكلت الأخضر واليابس.

كان «فودة» هو زرقاء اليمامة فى مجتمع أعمى، كان قد فتح للإخوان ذراعيه وقتها، مجتمع أصر على السير فى طريق الندامة إلى الهاوية لولا ٣٠ يونيو، مجتمع كانت قد تضخّمت فيه الغدة الوهابية حتى سدت مجرى التنفس تماماً، فأصيب بإسفكسيا التطرف والتزمت.

مشروع إعادة طباعة كتب فرج فودة هو مشروع وطن قبل أن يكون مشروع دار نشر، إنها إعادة شحن بطارية تنوير بأفكار رجل شجاع، كان يملك قوة المنطق وروح الدعابة ولغة الشعر وعمق الثقافة وعشق التاريخ، مما أهله لأن يكون فى مقدمة كتيبة التنوير لهذا البلد، تلقى السهام والنبال والرصاص بدلاً ممن كانوا فى المؤخرة والكواليس، دفع الفاتورة من حياته وسمعته واستقراره، أقل واجب علينا أن نعيد نشر كتبه التى مات بسببها، وكان يتمنى نشرها لو عاش فى زمن الإنترنت لكى يواجه بهذا السلاح الجديد، فقد كان فرج فودة محروماً من دخول التليفزيون، لم يظهر على شاشته وكأنه عورة أو مرض معدٍ، فالعيب كل العيب أن تظل كتبه بعيدة عن أيدى الشباب الذى لم يعرفه إلا من خلال الأبواق الإخوانية والسلفية التى لا تعرف إلا فجر الخصومة فشيطنته لهذا الجيل.

الحقيقة الغائبة لا بد أن تعود، ولنرتب بداية من الآن أن يكون فرج فودة هو شخصية معرض الكتاب القادم، وتُقام ندوات لكتبه المطبوعة فى الهيئة، وعمل مسرحى، ونشر لقاءاته القليلة التى سجّلها على التليفزيون التونسى ومناقشة محاورها، الموت الحقيقى لفرج فودة هو أن تموت كتبه وأفكاره، وهذه كارثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا تعاد طباعة كتب فرج فودة لماذا لا تعاد طباعة كتب فرج فودة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon