بقلم: خالد منتصر
كتب الكثيرون عن علاقة الإخوان بالنازية وكيف تخرجت الجماعة من مدرسة هتلر أو «الحاج هتلر» كما كانوا يسمونه أثناء الحرب وقت أن كانت تداعبهم أمنيات انتصاره واحتلاله لمصر، لكن أعتقد أن أفضل من التقط وحلل تلك العلاقة كان الكاتب حامد عبدالصمد فى كتابه عن «الفاشية الإسلامية»، فهو يجمع بين اهتمامه وإلمامه بتاريخ الإسلام السياسى وبين معيشته فى ألمانيا واطلاعه على أسرار وتاريخ الحزب النازى هناك، يقول «عبدالصمد» إنه لا يوجد تأكيد على تواصل مباشر بين حسن البنا وهتلر، لكن المعروف والموثق هو أن الشيخ الحسينى مفتى القدس كان حلقة الوصل بينهما، وقد كافأ «هتلر»، «الحسينى» بالمكان الذى أصبح فيما بعد مسجد ميونيخ الذى صار بفضل سعيد رمضان زوج بنت «البنا» مركز انطلاق الإخوان فى أوروبا كلها، وليست صدفة أن «المرشد» هى ترجمة «الفوهرر»!، وقد كان «البنا» معجباً أشد الإعجاب بموسولينى أيضاً، وينقل المؤلف مقالاً لـ«البنا» يتغزل فى موسولينى قائلاً إنه اقتبس العسكرة والجهاد من زمن النبى!، وقد ارتدى شبيبة الإخوان الذين هتفوا: «الله مع الملك» ضد هتاف «الشعب مع النحاس»، ارتدوا القمصان البنية قمصان شبيبة هتلر، حتى المجلة التى أصدرها حسن البنا آنذاك واسمها «المنذر» كانت ترجمة حرفية لأول مجلة نازية ألمانية Weckurf!، ودعا فيها إلى إرسال علماء مسلمين إلى ألمانيا واليابان، وقد روج الإخوان شائعة مفادها أن هتلر قد اعتنق الإسلام وقام بأداء الحج وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد هتلر، ووعدوا الشعب المصرى بأن الحاج محمد هتلر لن يضرب المساجد لأنه رجل يتقى الله. كوّن «البنا» الجهاز السرى وهو ميليشيات للاعتداء على مظاهرات اليسار والعمال أسوة بميليشيات الجستابو، وعندما خسر «البنا» الانتخابات هدد بالزحف نحو البرلمان مثلما فعل «موسولينى» ورجاله ذوو القمصان السوداء عام ١٩٢٢ حين حاصروا البرلمان فى روما واستولوا على السلطة، أما التعامل مع الديمقراطية فهى نفس الطريقة الهتلرية النازية، استخدامها كحصان طروادة ثم الانقلاب عليها، فقد وصل هتلر إلى السلطة فى ظل نظام ديمقراطى مستخدماً قواعدها بهدف استبدال تلك القواعد واحدة تلو الأخرى بقواعد ديكتاتورية، حتى العمال ضربهم الإخوان بعد التقرب للضباط الأحرار، وما كتبه سيد قطب محرضاً على خميس والبقرى ليس سراً، حتى كلمة التمكين التى تصدرت خطة خيرت الشاطر هى نفس الاسم الذى صكه «هتلر» لقانونه الذى سمح لحكومته أن تصدر قوانين وتعقد اتفاقات خارجية مخالفة للدستور ودون الرجوع للبرلمان!، أما قاموس الإخوان فهو نفس قاموس النازية حتى فى شتيمة اليهود، فقد أطلق عليهم الإخوان من على المنابر أوصاف القردة والخنازير، وهى قريبة من وصف النازيين لهم بالفئران والحشرات، وكما استخدم «هتلر» المطبعة لنشر ثقافة الكراهية، يستخدم الإخوان الآن الإنترنت لنشر نفس الثقافة، يستخدمون أفضل وأرقى إنجازات العصر لنشر الشر وأكثر الأفكار رداءة وتخريباً، الإخوان هم النازية ولكن بلحية، «البنا» هو «هتلر» ولكنه يطلق لحيته، لكنهم فى ألمانيا يجرمون النازية ولا يستطيع من ينتمى للنازية العمل فى أى مكان، فهل نحن تخلصنا فعلاً من نازية الإخوان وفعلنا مثل الألمان؟.