توقيت القاهرة المحلي 09:17:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا

  مصر اليوم -

لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا

بقلم - عـــلاء ثابت

عدت من الصين أكثر تفاؤلا بمستقبل مصر ونجاحها الاقتصادي والسياسي، ليس لأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين أثمرت توقيع اتفاقيات تتجاوز استثماراتها 18 مليار دولار، وليس لحجم وتنوع المشروعات المتفق علي إنشائها بين البلدين، إنما رأيت مستقبل مصر بعيون قادة الصين والدول الإفريقية المشاركة في قمة منتدي التعاون الصيني الإفريقي. فالصينيون يتابعون بدقة مشروعات البنية الأساسية الضخمة التي شهدتها في مصر في السنوات الأخيرة، ولا يستثمرون إلا في مشروعات اجتازت اختبارات الجدوي الاقتصادية بجدارة، ولهذا كان تقديرهم لما تم إنجازه، وشرعوا في الشراكة الاقتصادية والتجارية مع مصر، وكانت الاتفاقيات السبع بداية لتدفق كبير للاستثمارات الصينية، ولن تقتصر الاستثمارات الصينية علي الأموال المخصصة لمبادرة »الحزام والطريق« العملاقة، التي تتجاوز موازنتها 900 مليار دولار، بل تري الصين أن مصر مؤهلة لأن تكون شريكا اقتصاديا أساسيا، لما تملكه من مقومات، وما أنجزته من إصلاحات، عندئذ شعرت بأننا بدأنا نجني ثمار سنوات من العرق والجهد والرؤية الثاقبة نحو مستقبل واعد.

وما جذب اهتمامي، خلال متابعتي التجربة الصينية، تلك الجدية والإرادة والتخطيط البعيد المدي، واللاءات الخمسة التي ترفعها الصين كعنوان لتعاونها الاقتصادي، وأهمها عدم ربط الاستثمارات بأي شروط سياسية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ولا وضع نموذج للتنمية، لأن كل دولة أدري بأولوياتها والطرق التي تسلكها، وهو ما يجعل الشراكة الاقتصادية تجلب المنفعة المتبادلة بما يرفع من مستوي معيشة الشعوب، وهو ما يتناسب مع توجهات مصر وسياستها الإقليمية والدولية، وقد اتضح التناغم في الأهداف، وتلاقي «طريق الحرير» الصيني مع طريق التنمية المصرية، وكان محور قناة السويس من أهم مراكز التلاقي بين البلدين، فقناة السويس أهم ممرات التجارة الدولية، وأنجزت مصر مشروعات بنية أساسية صناعية وتجارية وخدمية عملاقة، وكان البعض يظن أنها سابقة لأوانها، أو أنها إلقاء للمال في الصحراء، لكنها أصبحت محط أنظار المستثمرين في الصين وغيرها، لتستقبل مئات المشروعات من كل حدب وصوب، وتصبح أحد أهم روافع التنمية في مصر والمنطقة، ومركزا صناعيا وتجاريا حيويا يربط قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وكذلك تنمي التجارة الدولية، وتوفر فرص عمل تفوق كل التوقعات، وما يميزها أنها ستكون علي أحدث نظم التصنيع والنقل، وتلاقي الخبرات والكفاءات العلمية والمهنية، لتكون مصدر إشعاع تنموي في كل أنحاء مصر والمنطقة. وعبرت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» عن ذلك بقولها «بات من الواضح أن الرئيسين السيسي وشي قد رسما خريطة طريق أوسع نطاقا وإشراقا للتعاون الثنائي في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، ما سيجني فوائد أكبر للبلدين».

لقد أكدت زيارة الرئيس السيسي للصين أن مصر ماضية بقوة وبصيرة نحو الريادة في المنطقة علي أرضية قوية من المشروعات الضخمة، لتكون مركزا للتلاقي التنموي علي أسس من الحداثة والتطور لتحقيق المصالح المبتغاة لشعوب المنطقة والعالم، بما يجعل من التنمية أساس التقارب والتفاعل الإيجابي بين الشعوب، ويحول دون الصراعات والحروب التي لا تجلب سوى الدمار. فالمنافع المتبادلة هي الطريق الصحيح نحو علاقات إيجابية تعتني بالبناء والتقدم والتحديث، ورفع مستوي معيشة الشعوب، وليس لتحقيق مصالح طرف علي حساب الآخرين، بما ينبذ الكراهية والضغائن والتآمر، ويدفع طاقات الشعوب إلي طريق الرخاء بدلا من الحروب.

وقد أكدت الزيارة ولقاءات الرئيس السيسي بالقادة الأفارقة أن وشائج قوية تجمع مصر مع الدول الإفريقية، التي تخطو بثبات نحو التقدم والتعمير، وأن إفريقيا تتطلع إلي أن تكون مصر قاطرة قوية للتنمية في الدول الإفريقية، وأن قوة مصر إضافة لإفريقيا كلها، وليست خصما من حساب أحد، وأهم بواباتها نحو التقدم والتنمية، وهذه الروح الإيجابية ستتم ترجمتها إلي مشروعات تكاملية ومشروعات مشتركة، وهو ما لمسته في لقاءاتي مع عدد من القادة الأفارقة، ولهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا وفخرا بمستقبل مصر الواعد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon