توقيت القاهرة المحلي 09:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صاحب المقام الرفيع

  مصر اليوم -

صاحب المقام الرفيع

بقلم : عـــلاء ثابت

 أيا ما كانت النتيجة النهائية التى ستعلنها الهيئة الوطنية للانتخابات بعد يومين، فالمؤكد أن الشعب المصرى - بالحالة التى بدا عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية وإقباله على التصويت فى الانتخابات رغم ما تعرض له من محاولات، إن لم يكن لمؤامرات استهدفت دفعه لمقاطعة تلك الانتخابات - قد أثبت مرة أخرى أن وعيه وإدراكه المخاطر التى تتعرض لها مصر أكبر بكثير مما يعتقد البعض وأقوى من أن تنال منه الدعايات الخبيثة والشائعات التى لا يتوقف عن إطلاقها من سماهم الرئيس عبدالفتاح السيسى «أهل الشر». القضية لم تكن أبدًا انتخاب الرئيس السيسى أو منافسه، بل كانت الانتخابات معركة هدفها التصدى لمحاولة نزع الشرعية الشعبية عن ثورة 30 يونيو وما أفرزته من نتائج، خاصة وصول الرئيس إلى سدة الرئاسة بدعم شعبى غير مسبوق.

الرسالة التى ألقاها الشعب المصرى فى وجه أهل الشر فى الانتخابات الرئاسية ليست الأولى . فقد سبق لهذا الشعب العظيم أن أفشل مخطط نزع الشرعية الشعبية عن الرئيس السيسى، حينما حاول هؤلاء استغلال قراره البدء فى تحرير أسعار الوقود ثم قراره الشجاع بالمضى فى طريق الإصلاح الاقتصادى، خاصة ما يتعلق بتعويم الجنيه المصرى وما استتبعه من ارتفاع فى الأسعار. فقد تعامل الشعب مع كل تلك الإجراءات بإدراك تام لضرورتها ومن ثم تحمل كل تداعياتها. بينما كان رهان أهل الشر على أن تلك الإجراءات ستدفع الشعب بالضرورة للنزول إلى الشارع، فى محاولة لإعادة إنتاج ما حدث فى عامى 1977 و 2011. ومرة أخرى عاد هؤلاء لاستغلال معاناة المصريين لتشويه الانتخابات، مفترضين أن تلك المعاناة ستنعكس فى تراجع نسبة المشاركة فيها، إلا أن المصريين بالخارج والداخل كانوا جاهزين بالرد الحاسم أمام صناديق الانتخابات .

وهنا لابد من التأكيد أولا أن تقييم نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية لابد أن يأخذ فى اعتباره غياب المنافسة الحقيقية واقتصارها على مرشحين فقط، مما يؤثر بالضرورة على عملية حشد الناخبين وتحفيزهم باتجاه المشاركة، ومن ثم حرص الرئيس قبل أسبوع من الانتخابات على أن يوجه نداء لكل المصريين بضرورة النزول والمشاركة بكل حرية فى الانتخابات الرئاسية، ليس لانتخابه، ولكن لتوجيه رسالة للعالم كله بأن مصر يحكمها شعبها. وهو وحده القادر على تغيير واختيار من يريد.

وثانيا.. أن الشائعات والادعاءات التى روجها إعلام أهل الشر وميليشياتهم الإلكترونية خلال أيام الانتخابات الثلاثة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك صدمتهم والإحباط الذى أصابهم من مستوى مشاركة المصريين وإصرارهم على تحويل مشهد الانتخابات إلى مشهد احتفالى. الأمر الذى دفعهم إلى محاولة إفراغ المشهد من مغزاه عبر السخرية من احتفالات المصريين، خاصة النساء، رقصا وغناء أمام لجان الانتخابات. كما لجأوا إلى إعادة إنتاج المقولات البالية بشأن عدم مشاركة الشباب فى الانتخابات، والادعاء بأن المشاركة اقتصرت على كبار السن والنساء فقط. وبكل تأكيد فإن التصدى لتلك الادعاءات ما كان ممكنًا لولا أن مشاهد إقبال المصريين على اللجان كانت أقوى من أن يتم تجاهلها، وكانت السلاح الأهم للإعلام المصرى فى مواجهة تلك الادعاءات والشائعات.

أما رهان الرئيس فكان على قدرة الشعب المصرى على مواجهة التحديات وتفهم أبعاد ما يدور حوله. كان الرئيس حريصا دائما فى كل خطاباته وتصريحاته فى الداخل والخارج على تحية الشعب وتقدير ما يتحمله من ضغوط من أجل عبور المرحلة الصعبة. وأكد مرات عديدة أن ما تم فى مصر من إنجازات ما كان ليحدث إلا بوعى وصبر الشعب المصرى العظيم وأن الإجراءات الاقتصادية التى تحملها يصعب على دول كثيرة أن تتحملها، واصفا إياه فى أثناء زيارته سلطنة عمان فى بداية الشهر الماضى بأنه البطل الحقيقى لتلك المرحلة. فتحية للشعب المصرى صاحب المعالى الحقيقى وصاحب المقام الرفيع فى الدفاع عن حاضر ومستقبل مصر والقادر بعفويته على بعث السعادة من رحم كل تحد ومعاناة مهما تكالب وتآمر عليه كارهو الوطن.

نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صاحب المقام الرفيع صاحب المقام الرفيع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon