توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وعمان.. مفاتيح استقرار المنطقة

  مصر اليوم -

مصر وعمان مفاتيح استقرار المنطقة

بقلم - عـــلاء ثابت

 الحفاوة التي استقبلت بها سلطنة عمان الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته الأولي لها، وبعد غياب مصري رئاسي عنها لنحو عقد من الزمن هي حفاوة غير مسبوقة من جانب السلطنة لأي رئيس آخر سواء من مصر أو من أي دولة أخري. فلا أعرف أن رئيسا استقبل في السلطنة بتلك الحفاوة سوي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وهنا لابد من تأكيد أن تلك الحفاوة وإن كانت ترجع في المقام الأول لتقدير السلطنة لمصر ودورها فإنها أيضا تعكس تقديرا خاصا من جانب السلطنة للرئيس السيسي. هذا التقدير لم تعبر عنه الدوائر السياسية فقط في السلطنة، بل عكسته وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، والأهم ما اتضح لنا من خلال متابعتنا لزيارة الرئيس من تقدير الشعب العماني لمصر وللرئيس.

ولعله لن يكون من قبيل المبالغة القول إن الشارع العماني لم يكن له حديث سوي زيارة الرئيس السيسي للسلطنة، إلي الدرجة التي شعرت معها وأنا أتابع فاعليات الزيارة أن العمانيين كانوا ينتظرون تلك الزيارة ويتوقعونها في أي وقت ويثقون في الوقت نفسه بأنها ستتم ومن ثم استعدوا لها لتخرج بالشكل المشرف الذي خرجت عليه. كان العمانيون يثقون أن الرئيس السيسي وهو يسعي لتأكيد الدور الإقليمي لمصر وتدعيم علاقته بدول الخليج لا يمكن له أن ينهي فترته الرئاسية الأولي دونما زيارة للدولة التي تمتلك الكثير من مفاتيح الاستقرار في منطقة الخليج.

ذلك أن السياسة التي اتبعها السلطان قابوس جعلت من السلطنة مطفئا لكل الحرائق التي سعي البعض لإشعالها داخل الأسرة الخليجية. سياسة قامت علي إعلاء أهمية مجلس التعاون الخليجي وانطلقت من إمكان بل حتمية حل كل الخلافات بين دول الخليج داخل البيت الخليجي. ومن هنا احتفظت السلطنة بعلاقات ودية للغاية مع كل دول الخليج الأخري، ولم تنحز في حال نشوب أي خلاف إلي طرف علي حساب الطرف الآخر. فبات السلطان قابوس والسلطنة القبلة الرئيسية لجميع الأطراف حينما تتفجر أزمة ما في الخليج أو بين دولة خليجية وأخري عربية. إنها باختصار سياسة الحياد الإيجابي من مبدأ الواقعية السياسية التي تبناها السلطان قابوس، التي تنأي بالسلطنة عن التورط في الأزمات لكي يمكنها أن تحلها أو علي الأقل تمنع تفاقمها. وهي السياسة التي ترجع كما يؤكد الكثير من العمانيين - إلي الصيغة التي سكها السلطان قابوس للتوفيق بين ما تفرضه الاعتبارات التاريخية والجغرافية والمذهبية لعزلة السلطنة عما يحدث في المنطقة والاعتبارات الإستراتيجية التي تفرض ضرورة الانخراط في قضايا وأزمات المنطقة. فخيار العزلة التامة لم يعد ممكنا بنفس السهولة التي كان عليها قبل عقد أو عقدين من الزمن.

وعلي صعيد آخر، فإن تلك الحفاوة التي استقبل بها الرئيس في عمان تعكس أيضا التوافق التام في الرؤي والمواقف التي تتبناها الدولتان وتصوراتهما للتعامل مع الأزمات المتفجرة في المنطقة. فسلطنة عمان بطبيعتها تسعي إلي تجنيب المنطقة والخليج في القلب منها تفجر أي أزمات، وتتبني الحلول السياسية لأي أزمة تنشأ في المنطقة دونما تورط في تلك الأزمات، ومصر هي الأخري باعتبارها القوة الإقليمية الأهم في المنطقة تسعي وتعمل علي حفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وترفض التدخل في الشئون الداخلية للدولة وتعمل علي التمكين للحلول السياسية لكل الأزمات، وتؤكد مرارا وتكرارا أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. كما بدا واضحا خلال الزيارة مدي التفاهم بين الرئيس السيسي والسلطان قابوس بشأن جميع القضايا علي المستويين الإقليمي والثنائي. إنها حقا كما وصفتها الصحافة العمانية «قمة الحكماء».

وبينما تجري في مسقط تلك المظاهرة من الشعب العماني وحكومته حبا وتقديرا لمصر ورئيسها، لخصها يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بعمان بقوله «إن مصر زعيمة العرب، وأن العرب دونها لا شيء» و «إنها عكاز الأمة العربية وهي اليوم كذلك المنصة التي تجمع الأمة العربية ودورها مشهود ويتعاظم»، فإن في مصر من يعملون علي عرقلة مسيرة استنهاض مصر وجرها إلي حالة ما قبل ثورة 30 يونيو مدعومين بدول خارجية من بينها للأسف دولة خليجية لم تتعلم من جارتها عمان كيف يمكن توظيف مقدرات الدولة لخدمة شعبها والحفاظ علي أمن واستقرار محيطها الخليجي ومحيطها العربي، وكأنهم جميعا في مهمة خاصة لتكسير «العكاز» الذي تتوكأ عليه الأمة العربية.  


نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وعمان مفاتيح استقرار المنطقة مصر وعمان مفاتيح استقرار المنطقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon