توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ظهر».. علامة الامتياز الكاملة

  مصر اليوم -

«ظهر» علامة الامتياز الكاملة

بقلم ــ عـــلاء ثابت

 رغم أن كل إنجاز أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر «حكاية وطن» يمثل فى حد ذاته شهادة نجاح للفترة الرئاسية الأولى، فإن افتتاح مشروع حقل «ظهر» العملاق، الذى يعد أكبر كشف غاز تحقق فى مصر ومنطقة البحر المتوسط يمثل، فى تقديرى، علامة الامتياز الكاملة لتلك الفترة. ذلك أن مشروع حقل «ظهر» لا يمثل فقط نجاحا على المستوى الاقتصادى، ولكنه دليل دامغ على النجاح على المستويين السياسى والأمنى. إذ لم يكن ممكنا أن يتم البدء فى مشروع بهذا الحجم دونما توافر الإرادة والرؤية السياسية لإنجاز مثل ذلك المشروع الضخم رغم التحديات السياسية والأمنية، وكذلك الاقتصادية التى واجهتها مصر خلال السنوات الماضية.

وبما أن رأس المال - كما يقولون - جبان فقد كان من المستحيل أن يتم الاتفاق مع شركة إينى التى تعد واحدة من كبريات الشركات العالمية لكى تدخل مشروعا بهذا الحجم، فضلا عن الاستمرار فيه وتحطيم كل الأرقام القياسية المتعلقة بمدد إنشاء مثل تلك المشروعات العملاقة بينما الأوضاع الأمنية والسياسية غير مستقرة! وفى هذا السياق قال الرئيس السيسى، معقبا على ما تم بشأن حقل ظهر: «قسما بالله إن ما ترونه الآن على أرض الواقع لم يكن ليتحقق أبدا بغير الاستقرار والأمن وثباتكم يا مصريين». ثبات المصريين هنا يعنى فى الحقيقة إيمانهم بأن تحقيق الاستقرار والأمن له الأولوية على ما عداه من ملفات أخرى، باعتبار أنه البوابة الحقيقية لتحقيق أى إنجازات أخرى على صعيد كل المجالات. والأهم من ذلك استعدادهم التام لتحمل تكلفة ذلك الخيار وتكلفة حمايته فى الوقت نفسه. ومن ثم يبدو من المنطقى أن يعلن الرئيس أنه لن يسمح لأحد فى الداخل أو الخارج بأن يعيد الأمور فى مصر إلى ما كانت عليه خلال السنوات الماضية. فمحاولات إعادة حالة عدم الاستقرار السياسى والأمنى تعنى مجددا توقف كل تلك المشروعات، وهدر طاقات الشعب المصرى. وتحدى الرئيس كل من يتوهمون إمكان تحقيق ذلك قائلا: «اللى اتعمل فى مصر من 7 و 8 سنين مش هيتكرر تانى فى مصر».

ومن تابع كلمة الرئيس فى افتتاح حقل «ظهر» بل وكل كلماته وتصريحاته خلال السنوات الماضية سيدرك تماما منبع تلك الثقة التى يتحدى بها الرئيس. والثقة نابعة أولا من ثقته بالشعب المصرى، وأن كل ما يتم يلقى قبولا لديهم يدفعهم للحرص عليه وعدم الإقدام على خطوات يستغلها البعض من المتربصين بمصر لعرقلة مسيرتها، لذلك خاطب الرئيس المصريين بقوله: «محدش يأخذكم فى سكة ويضيع بلدكم وهو مش فاهم حاجة فى الدنيا». وثانيا من الثقة التامة فى قدرة أجهزة الدولة على حماية مقدرات مصر، وأنها لن تسمح مجددا بالعبث بها، وليس كما يحاول المتربصون الإيحاء بأن الرئيس يتعمد إخماد الغضب بالقوة. فالرئيس نفسه، وفى أكثر من مناسبة، أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لو شعر بأن المصريين غير راغبين فى بقائه فسوف يترك موقعه دونما حاجة لتحرك الشارع، حفاظا على أمن واستقرار مصر، وبما لا يسمح بتكرار ما حدث خلال السنوات الماضية. إذن غير المسموح بتكرار حدوثه ليس تعبير المصريين عن غضبهم، ولكن أن يستغل أهل الشر الشارع المصرى لإعادة الفوضى السياسية والأمنية، وما يستتبعهما من مخاطر اقتصادية واجتماعية على المصريين. وقد حرص الرئيس على تأكيد ذلك المعنى مرات عديدة، فبعد عام واحد من توليه السلطة قال الرئيس: «لو عايزينى أمشى هامشى، من غير ماتنزلوا، بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كدا، مش تيجى مجموعة توجه نفس الدعوات فى مناسبة الأعياد التى نحتفل بها، أنا طائع فى ترك السلطة، لأن السلطة بإرادة الله».

باختصار، فإنه إذا كنت قد أطلقت فى الأسبوع الماضى تعبير «أنشودة النصر» على ما عرضه الرئيس من إنجازات فى مؤتمر «حكاية وطن»، وإذا كان حقل غاز ظهر يمثل بحق «أيقونة» الغاز فى البحر المتوسط، فإن ذلك الحقل يظل شهادة دامغة على قصة نجاح مصرى مكتمل الأركان، يحق لكل مصرى أن يفخر ويذود عنه بالغالى والنفيس. والذود عنه لا يكون إلا بالحفاظ على أمن واستقرار مصر اللذين تعهد الرئيس ببذل حياته، ومعه أبطال القوات المسلحة، فداء لهما ولحياة كريمة لكل المصريين.

 

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ظهر» علامة الامتياز الكاملة «ظهر» علامة الامتياز الكاملة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon