توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحياء الهيئة العامة للاستعلامات

  مصر اليوم -

إحياء الهيئة العامة للاستعلامات

بقل- عـــلاء ثابت

 لسنوات طويلة مضت تراجع دور الهيئة العامة للاستعلامات إلى الدرجة التى أفقدت المواطنين الشعور بوجودها، حيث تفاقمت مشكلاتها المادية والمهنية بما جعلها عاجزة عن القيام بالدور الحيوى والمحورى الذى أنشئت من أجله، وتحولت إلى عبء يبحث كثيرون عن كيفية التعامل معه أو التخلص منه. وفى ظل حالة الحرب الإعلامية، التى تواجهها مصر منذ ثورة 30 يونيو، عاد التساؤل عن ضرورة وكيفية تفعيل دور الهيئة ليفرض نفسه على النقاش العام مرة أخري، خاصة أن الهيئة تمتلك من الأصول والخبرات ما يؤهلها للعب دور رئيسى فى مواجهة تلك الحرب الإعلامية. وفى الحقيقة فإنه لم يكن ممكنا إبقاء وضع الهيئة على ما هو عليه ولا التخلص منها، لذلك بدا واضحا أن ثمة قرارا قد اتخذته الدولة لإعادة بعث أو إحياء الهيئة إيماناً بأهميتها كهيئة إعلامية حكومية تضطلع بمسئولية الخطاب الرسمى فى الداخل والخارج. وكانت البداية من خلال اختيار أحد أهم الباحثين المصريين ذوى الخبرة السياسية والإعلامية، بحيث يكون قادرا على انتشال الهيئة من حال السبات الذى تمر به، ويكون لديه الرؤية والقدرة على تغيير نمط أدائها وفعاليتها فى ظل التحديات القائمة، خاصة ما يتعلق منها بمحدودية الموارد المتاحة.

ومن هنا تم إسناد رئاسة الهيئة للكاتب الصحفى الكبير ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ونقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ ضياء رشوان. وخلال الأشهر الثمانية الماضية اتبع رشوان سياسة واضحة لاستنهاض طاقات العاملين فى الهيئة وتأمينهم ضد تأثير الشائعات التى يطلقها البعض سواء بشأن الاستغناء عن الكثير منهم فى حال اعتماد خطة لإعادة هيكلة الهيئة، أو بشأن غلق بعض مقارها ومكاتبها تخفيضا للنفقات. ولم يكن لتلك السياسة أن تنجح دونما العمل على إعادة الثقة لكل العاملين فى الهيئة وكوادرها، وتفعيل التواصل المباشر معهم على اعتبار أنهم الأكثر دراية بمشاكل الهيئة وطرق علاجها. وفى هذا السياق رفع رئيس الهيئة منذ اليوم الأول شعار أن «أى تطوير للهيئة واستعادة دورها لن يتم إلا بأيدى أبنائها»، فأهل مكة، كما يقال، أدرى بشعابها، وأنه ليس من الحكمة بدء العمل والتطوير من نقطة الصفر.

وبكل تأكيد فإن اللقاء الذى جمع رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بالأستاذ ضياء رشوان يوم الإثنين الماضي، يشير بوضوح إلى أن الهيئة العامة للاستعلامات باتت على أعتاب مرحلة جديدة، انطلاقا من خطة العمل التى عرضها رشوان خلال اللقاء لتطوير عملها، خاصة فيما يتعلق بدورها فى التواصل مع المؤسسات الصحفية الأجنبية والدفاع عن الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر، على اعتبار أن ذلك يعد من أهم المهام المنوط بالهيئة القيام بها. وبصرف النظر عما ستشهده المرحلة المقبلة للهيئة فإنه من المهم أن نتوقف جميعا عند المنهج الذى اتبعه رشوان فى النهوض بالهيئة بما جعل منها فاعلا مهما لا يمكن تجاوزه، فيما يتصل بمواجهة الحرب الإعلامية الموجهة من بعض وسائل الإعلام الأجنبية. حيث عمد رئيس الهيئة إلى البدء بتفعيل أدوار الهيئة التى لا تتطلب موارد مالية، بل إن كل ما تحتاجه هو تفعيل الأطر الموجودة للتواصل مع المراسلين الأجانب، وإبقاء خطوط التواصل بينه وبين هؤلاء المراسلين مفتوحة، والهدف من ذلك أولا القضاء على تذرعهم بأن غياب التواصل وعدم توافر المعلومات هو أحد أهم الأسباب لما يكتبونه وينقلونه من أخبار بشأن مصر، وثانيا الاشتباك معهم كما يؤكد مرارا انطلاقا من الاعتبارات المهنية وليس السياسية، وفى كل المرات التى تصدى فيها للرد على الكتابات الصحفية وتقارير المؤسسات الحقوقية التى تشوه الأوضاع فى مصر لم يستخدم سوى المعايير الصحفية والأكاديمية لكتابة التقارير والتحليلات.

وهو الأمر الذى ساعده فى فرض احترام الهيئة على الجميع فى الداخل والخارج. واعتقد أن الإرادة السياسية الداعمة لضرورة إحياء الهيئة، وما تمت مناقشته فى اللقاء الأخير بشأن ميزانية الهيئة سيمكن الهيئة فى إطار تلك الرؤية من تفعيل دورها، فى مجالين آخرين وهما صورة مصر فى الخارج من خلال تفعيل دور المكاتب الخارجية، وإعادة فتح بعض المكاتب الرئيسية التى تم إغلاقها فى السنوات السابقة، وكذلك العمل على أن تصبح الهيئة بوابة حقيقية لمصر من خلال إتاحة أكبر قدر ممكن من المعلومات الموثقة عن التطورات والأحداث الجارية، لتكون الهيئة بوابة المعلومات لكل الإعلاميين المصريين منهم والأجانب بما من شأنه فى نهاية المطاف حماية مصر من الأخبار والمعلومات المغلوطة التى تنشر عن مصر بقصد أو بدون قصد.

.نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء الهيئة العامة للاستعلامات إحياء الهيئة العامة للاستعلامات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon