توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحياء الهيئة العامة للاستعلامات

  مصر اليوم -

إحياء الهيئة العامة للاستعلامات

بقل- عـــلاء ثابت

 لسنوات طويلة مضت تراجع دور الهيئة العامة للاستعلامات إلى الدرجة التى أفقدت المواطنين الشعور بوجودها، حيث تفاقمت مشكلاتها المادية والمهنية بما جعلها عاجزة عن القيام بالدور الحيوى والمحورى الذى أنشئت من أجله، وتحولت إلى عبء يبحث كثيرون عن كيفية التعامل معه أو التخلص منه. وفى ظل حالة الحرب الإعلامية، التى تواجهها مصر منذ ثورة 30 يونيو، عاد التساؤل عن ضرورة وكيفية تفعيل دور الهيئة ليفرض نفسه على النقاش العام مرة أخري، خاصة أن الهيئة تمتلك من الأصول والخبرات ما يؤهلها للعب دور رئيسى فى مواجهة تلك الحرب الإعلامية. وفى الحقيقة فإنه لم يكن ممكنا إبقاء وضع الهيئة على ما هو عليه ولا التخلص منها، لذلك بدا واضحا أن ثمة قرارا قد اتخذته الدولة لإعادة بعث أو إحياء الهيئة إيماناً بأهميتها كهيئة إعلامية حكومية تضطلع بمسئولية الخطاب الرسمى فى الداخل والخارج. وكانت البداية من خلال اختيار أحد أهم الباحثين المصريين ذوى الخبرة السياسية والإعلامية، بحيث يكون قادرا على انتشال الهيئة من حال السبات الذى تمر به، ويكون لديه الرؤية والقدرة على تغيير نمط أدائها وفعاليتها فى ظل التحديات القائمة، خاصة ما يتعلق منها بمحدودية الموارد المتاحة.

ومن هنا تم إسناد رئاسة الهيئة للكاتب الصحفى الكبير ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ونقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ ضياء رشوان. وخلال الأشهر الثمانية الماضية اتبع رشوان سياسة واضحة لاستنهاض طاقات العاملين فى الهيئة وتأمينهم ضد تأثير الشائعات التى يطلقها البعض سواء بشأن الاستغناء عن الكثير منهم فى حال اعتماد خطة لإعادة هيكلة الهيئة، أو بشأن غلق بعض مقارها ومكاتبها تخفيضا للنفقات. ولم يكن لتلك السياسة أن تنجح دونما العمل على إعادة الثقة لكل العاملين فى الهيئة وكوادرها، وتفعيل التواصل المباشر معهم على اعتبار أنهم الأكثر دراية بمشاكل الهيئة وطرق علاجها. وفى هذا السياق رفع رئيس الهيئة منذ اليوم الأول شعار أن «أى تطوير للهيئة واستعادة دورها لن يتم إلا بأيدى أبنائها»، فأهل مكة، كما يقال، أدرى بشعابها، وأنه ليس من الحكمة بدء العمل والتطوير من نقطة الصفر.

وبكل تأكيد فإن اللقاء الذى جمع رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بالأستاذ ضياء رشوان يوم الإثنين الماضي، يشير بوضوح إلى أن الهيئة العامة للاستعلامات باتت على أعتاب مرحلة جديدة، انطلاقا من خطة العمل التى عرضها رشوان خلال اللقاء لتطوير عملها، خاصة فيما يتعلق بدورها فى التواصل مع المؤسسات الصحفية الأجنبية والدفاع عن الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر، على اعتبار أن ذلك يعد من أهم المهام المنوط بالهيئة القيام بها. وبصرف النظر عما ستشهده المرحلة المقبلة للهيئة فإنه من المهم أن نتوقف جميعا عند المنهج الذى اتبعه رشوان فى النهوض بالهيئة بما جعل منها فاعلا مهما لا يمكن تجاوزه، فيما يتصل بمواجهة الحرب الإعلامية الموجهة من بعض وسائل الإعلام الأجنبية. حيث عمد رئيس الهيئة إلى البدء بتفعيل أدوار الهيئة التى لا تتطلب موارد مالية، بل إن كل ما تحتاجه هو تفعيل الأطر الموجودة للتواصل مع المراسلين الأجانب، وإبقاء خطوط التواصل بينه وبين هؤلاء المراسلين مفتوحة، والهدف من ذلك أولا القضاء على تذرعهم بأن غياب التواصل وعدم توافر المعلومات هو أحد أهم الأسباب لما يكتبونه وينقلونه من أخبار بشأن مصر، وثانيا الاشتباك معهم كما يؤكد مرارا انطلاقا من الاعتبارات المهنية وليس السياسية، وفى كل المرات التى تصدى فيها للرد على الكتابات الصحفية وتقارير المؤسسات الحقوقية التى تشوه الأوضاع فى مصر لم يستخدم سوى المعايير الصحفية والأكاديمية لكتابة التقارير والتحليلات.

وهو الأمر الذى ساعده فى فرض احترام الهيئة على الجميع فى الداخل والخارج. واعتقد أن الإرادة السياسية الداعمة لضرورة إحياء الهيئة، وما تمت مناقشته فى اللقاء الأخير بشأن ميزانية الهيئة سيمكن الهيئة فى إطار تلك الرؤية من تفعيل دورها، فى مجالين آخرين وهما صورة مصر فى الخارج من خلال تفعيل دور المكاتب الخارجية، وإعادة فتح بعض المكاتب الرئيسية التى تم إغلاقها فى السنوات السابقة، وكذلك العمل على أن تصبح الهيئة بوابة حقيقية لمصر من خلال إتاحة أكبر قدر ممكن من المعلومات الموثقة عن التطورات والأحداث الجارية، لتكون الهيئة بوابة المعلومات لكل الإعلاميين المصريين منهم والأجانب بما من شأنه فى نهاية المطاف حماية مصر من الأخبار والمعلومات المغلوطة التى تنشر عن مصر بقصد أو بدون قصد.

.نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء الهيئة العامة للاستعلامات إحياء الهيئة العامة للاستعلامات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon