توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

30 يونيو ومخطط الإخوان

  مصر اليوم -

30 يونيو ومخطط الإخوان

بقلم-عـــلاء ثابت

لا يمكن أن ندرك مدى ما أنجزه المصريون فى 30 يونيو 2013 من خلال الفصل الأول لجماعة الإخوان لمصر، والتى حالت الثورة دون أن يحققوا الفصول التالية من مخططهم، ففى الفصل الأول أدرك المصريون أن جماعة الإخوان قد استغلت سخطهم على أخطاء نظام مبارك، لكى تقفز على السلطة لتبدأ أول فصول مرحلة »التمكين«، والتى كان أحد تجلياتها الإعلان الدستورى المشئوم الذى أعلنه محمد مرسى، والذى كشف عن بعض النوايا التى كانت خفية على الكثيرين، وهى إقصاء كل من هم خارج الجماعة من أى موقع مسئولية إلا عددا محدودا ممن ارتضوا بحكم الجماعة وتفردها بالحكم مقابل بعض المكاسب الشخصية، لكن الأخطر والذى نجت منه مصر بانتفاضة عشرات الملايين ضد حكم الإخوان فهو الفصول التالية:

كان مخطط الإخوان هو إعادة حكم الخلافة الذى تحدث فيه أردوغان عن العثمانيين الجدد الذين سيعيدون أمجاد إمبراطوريته ويتم فيه استخدام جماعة الإخوان فى مختلف البلدان العربية والإسلامية ليكونوا فى مقدمة جيش الخلافة، وأن تكون هناك حصة لدويلة قطر الحالمة بالخروج من حيزها الجغرافى والسكانى الضيق، والتى كانت ومازالت تحلم بتخطى عقدة الدويلة القزمية وتتحول إلى شريك فى إدارة إمبراطورية واسعة تحت قيادة العثمانى الجديد أردوغان، وكانت مصر هى نقطة الانطلاق الضخمة لمشروع الإمبراطورية العثمانية الجديدة تحت غطاء بعث دولة الخلافة الإسلامية واستغلال ثقلها السكانى والثقافى والحضارى لتوسيع الإمبراطورية العثمانية الجديدة، واستغلت الجماعة شبابها الحالم بحكم الخلافة الإسلامية فى عهد الخلفاء الراشدين وملأوا عقولهم بأن مخططهم المشترك مع أردوغان وحاكم قطر هو خطوة كبيرة فى سبيل إنجاز هذا الحلم بمساعدة دول لها أطماع استعمارية فى المنطقة بل بمباركة إسرائيلية رأت أن دولة الخلافة العثمانية الجديدة ستحقق لها عدة أغراض حيوية منها إنشاء الدولة اليهودية النقية، وطرد الفلسطينيين من الضفة وغزة وحتى عرب 48 من داخل دولتهم، بدعوى أن دولة الخلافة العثمانية هى موطنهم الطبيعى، وبذلك تكون قد نجحت فى تصفية القضية الفلسطينية واستولت على كل الأرض وتخلصت من كل السكان.

ليس هذا الفصل الوحيد الذى لم تشاهده فى المخطط الإخوانى الأردوغانى القطرى، بل هناك فصول دامية كنا سنمر بها ونتحول إلى أشلاء تدوسها ميليشيات الإخوان والجماعات الإرهابية المتحالفة معها، ورأينا بعض إرهاصاتها تلوح فى الأفق عندما أقاموا مجلس شورى العلماء ليكون بيده الحل والربط فى كل ما يتعلق بشئون مصر على حساب مؤسسات الدولة المصرية وسلطاتها القضائية والتشريعية والتنفيذية.

وهناك أمثلة حية على ما ارتكبته جماعة الإخوان عندما انفردت بالسلطة فى بعض الأراضى التى استولت عليها قواتهم فى كل من ليبيا وسوريا والعراق، فقد ألغوا كل مؤسسات الدولة وطبقوا ما يرون أنه الشريعة وقتلوا وذبحوا نساء وأطفالا وشبابا لمجرد أنهم ليسوا من الجماعة ونفذوا أحكاما ميدانية بالإعدام وهاجموا قرى وبلدات مسيحية ومارسوا فيها القتل والذبح والسبى مثل بلدة معلولة فى سوريا ومحافظة حماة.

لقد هاجموا بلدات واستباحوا فيها الدماء لمجرد أنهم يتبعون ديانة أو مذهبا مختلفا، ليشعلوا الحروب الطائفية والمذهبية، حتى ليبيا التى تتسم بأنها متجانسة فى معتقدها الدينى لم تسلم من الفتن وشهدت أعمال قتل وحشية ارتكبتها الجماعة وحلفاؤها، وكان المخطط أن تأتى جحافل داعش وغيرها من ميليشيات القتل، لتحول مصر إلى ساحة للقتل والذبح والسبى، ولكن الجماعة لم تتمكن من استكمال باقى فصول مخططها، وما رأيناه من حكمها لم يكن سوى فصل تمهيدى صغير عجزت فيه الجماعة عن فرض التمكين الكامل بفضل وعى الشعب المصرى ومظاهراته التى لم تتوقف طوال فترة حكم الإخوان القصيرة، وعدم انصياع مؤسسات الدولة لتلك المخططات الجهنمية، وهو ما حال دون استكمال المخطط الرهيب، بفضل تضافر واصطفاف شعب مصر وجيشها وشرطتها والكثير من مؤسساتها فى الذود عن مستقبل أبنائها.

 

48 ساعة فى لبنان

> > عندما أزور لبنان أقف مشدوها أمام تلك الرغبة المتوقدة للحياة مهما كانت التحديات والمصاعب، أندهش من قدرة هذا التنوع الكبير فى العادات والتقاليد والأفكار أن يتعايش ويتلاقح على مر السنين، وأن ينتج لنا مجتمعا بهذا القدر من الجمال والحيوية، أحيانا أتصور أن التنوع الطائفى هو نقطة الضعف فى لبنان الذى جرت عليه الكثير من المتاعب، لكن عندما أشاهد هذا التنوع من زاوية أخرى أرى أنه نعمة كبرى يحظى بها الشعب اللبنانى وأن هذا التنوع كان ومازال ركيزة قوية، بل إنه حمى ويحمى لبنان. ربما اعتاد اللبنانيون الخلافات إلى حد التطاحن والتحارب لكنهم فى كل الأوقات يرون أن الاختلافات كانت ومازالت رحمة وأنها سر قوتهم لا ضعفهم، ولا يمكن تصور لبنان إلا بهذه التعددية التى عاش فى ظلها آلاف السنين، ولأنها عاشت واستمرت طويلا فهى بالتأكيد لم تكن عاملا للتنافر والحروب وإن استغلتها بعض الدول الإقليمية والدولية فى محاولة بث الفتن بين طوائف لبنان وقواه المدنية والسياسية والدينية، ويسعى اللبنانيون بمختلف توجهاتهم وطوائفهم إلى إعادة إنتاج نظام سياسى يعظم من عوامل القوة ويخفف من حدة التنافر الطائفى وعدم تحويله إلى أداة سياسية تباعد بين اللبنانيين.

لا يعرف اللبنانيون كيف يستمتعون بحياتهم فحسب بل يعرفون كيف يفجرون طاقات الإبداع والتعليم ويجب ألا تنظر إلى تلك القشرة البراقة والجميلة لنجوم الفن بمختلف أنواعه من اللبنانيين المقيمين فى مصر، وإذا أمعنا النظر فى المجتمع اللبنانى فسنجد أنه يرى فى كل لبنانى مشروع نجم، ولا ينتظر اللبنانيون من الدولة أن تحقق لهم أحلامهم بل يسعون ويخططون لأن يقوموا بذلك بأنفسهم وتكثر المبادرات الفردية والجماعية التى جعلت من لبنان فى مقدمة البلدان الأكثر تطورا فى مجال التعليم بشكل عام.

وقد شرفت بزيارة لبنان لمدة 48 ساعة حضرت فى اليوم الأول لقاء قداسة البابا تواضروس الثانى بدعوة من السفير المصرى النشيط بلبنان نزيه النجارى، الذى حضره لفيف من أهم الشخصيات اللبنانية، وفى اليوم الثانى شرفت بحضور حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب مدرسة الجامعة الوطنية اللبنانية الذى كان فرصة لأتعرف على نموذج لبنانى ناجح فى التعليم، وهناك شعرت بأننى لم أغادر مصر وأن ما يجمعنا مع لبنان يفوق الوصف، ولأننى ابن مؤسسة الأهرام قد تتلمذنا على أيدى كوكبة من رؤساء تحرير الأهرام اللبنانيين تلك الجريدة العريقة التى أسسها الأخوان سليم وبشارة تقلا قبل نحو قرن ونصف قرن، واللبنانيون الذين تولوا إدارة أعرق وأكبر المؤسسات الصحفية المصرية ثلاثتهم كانوا من كبار المفكرين اللبنانيين، منهم الشاعر الفذ خليل مطران وكذلك داوود بركات الذى رأس تحرير الأهرام 33 عاما ليكون الرقم القياسى فى فترة رئاسة الجريدة.

ما لفت انتباهى عند زيارة مدرسة الجامعة الوطنية اللبنانية أن الدراسة فيها لم تتوقف قبل 110 أعوام، وهو ما يعكس مدى توحد اللبنانيين رغم كل الظروف والمحن التى مروا بها لكنها لم تنل من وحدتهم مع التنوع وهى السمة اللبنانية التى تجدها فى الكثير من المجالات.

أما أهم ما سعدت به فهو صحبتى لصديقى الخبير التعليمى والمربى العالمى وليد أبو شقرا، ولمن لا يعرفه فهو موسوعة علمية وتربوية وله ملف ذهبى فى مجالات التعليم الدولى. ومهموم جدا بالشأن المصرى ولديه أفكار متميزة ولديه رؤية لمقومات النجاح والتطور لأنظمة التعليم، يرى أن النهضة الشاملة لا تتحقق إلا من بوابة التعليم ويصفه بأنه العمود الفقرى للتقدم.

ويرى وليد أبو شقرا أن الوقت حان لانطلاقة كبيرة للتعليم فى مصر لتلاحق التطورات العالمية التى لم تعد تركز على أن يلم الطالب ببعض المعلومات، لأن ثورة المعلومات جعلت التدفق سريعا ومتغيرا، ولهذا فإن التركيز يكون على إكساب الطالب مهارات البحث والتعرف على الجديد وخلق العقلية المتفتحة والمبتكرة القادرة على المتابعة والبحث والابتكار، ووجدت وليد أبو شقرا يحمل نفس همومنا تجاه التعليم فى مصر ومشغولا به مثلنا، وهو أيضا مفعم بالتفاؤل من قدرة مصر على ملاحقة التقدم العالمى والنهوض بالتعليم، ويؤكد أنه يلمس ذلك الإصرار ويراه بداية حقيقية لنهضة مصرية شاملة، وكانت تلك الحوارات العميقة والحارة تزيد قناعتى بأن مصر ولبنان على قلب رجل واحد وأن الشأن المصرى يهم اللبنانيين ولذلك نثق دائما بأن لبنان حاضرة معنا وفينا.

البابا والسفير

> قال قداسة البابا تواضروس الثانى: «سعيد بزيارة لبنان. لكن ثلاثة أيام لا تكفى، وأشكر السفير نزيه النجارى على ترتيب هذه الزيارة الكريمة، كما أشكر السيدة حرمه على هذه الضيافة، ولبنان لها ذكر عطر وحسن».

ومن جانبه قال السفير المصرى نزيه النجارى فى أثناء استقباله قداسة البابا: «أنا خريج مدرسة العائلة المقدسة بمصر، وحتى الآن أذكر مديرها بهيبته ومحبته، فما بالكم بشعورى بزيارة البابا فى بيتى».

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

30 يونيو ومخطط الإخوان 30 يونيو ومخطط الإخوان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon