توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات

  مصر اليوم -

استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات

بقلم-عـــلاء ثابت

من حقنا جميعا أن نشعر بالأمان عندما نستقل أى وسيلة مواصلات، وأول شروط الأمان هو أن يكون قائد السيارة متيقظا، وليس تحت تأثير مخدر، ومن حقنا أن نحصل على الخدمة فى كل مصلحة حكومية أو خاصة، وألا يتكاسل الموظف أو يتعامل بحدة أو يتجاهل وقت المتعاملين ويتركهم ينتظرون حتى يشعر بأن مزاجه على مايرام.

لا أعتقد أن حملة فحص المخدرات للعاملين فى الدولة هدفها فقط كشف المتعاطين، فالحملة قد اتسعت غايتها المباشرة وغير المباشرة لتجعل منها أحد معايير الكفاءة والشعور بالمسئولية. فهناك بعض الفئات التى تتحايل على القيام بواجباتها، وتريد أن تتهرب من مسئولياتها عبر تعاطى تلك المواد، ثم يتحول التهرب وغياب الوعى من حالة طارئة ووقتية إلى ظاهرة وحالات إدمان. ومن هنا فإن الغاية من وراء الحملة مواجهة كل حالات عدم تقدير المسئولية وعدم الشعور بالآخرين، وتجاهل أمان ووقت ومشاعر الجمهور، وأن يكون الموظف العام مستعدا دائما لتقديم الخدمة بأفضل درجات الإتقان والمهارة، وأن يكرس ذلك فى مختلف مؤسسات الدولة.

لقد فرحت وأنا أتابع أنشطة وجهود الحملة، وأن فحص المخدرات خرج عن نطاق موظفى الدولة، وامتد ليشمل قطاعات أخرى. فالحملات المرورية تجرى فحوصات عشوائية على سائقى المركبات العامة والخاصة، وقطاع النقل والمرور من أخطر القطاعات، سواء من ناحية الأضرار الاقتصادية التى قد تنجم عن تعاطى سائق شاحنة المخدرات، وكيف أنه قد يتسبب فى إغلاق الطريق أو إرباك الحركة المرورية ليصل الخطر إلى حياة مستخدمى الطريق من مشاة وسيارات، ليس ذنب ركابها أن حظهم قادهم إلى قرب شاحنة يتعاطى سائقها المخدرات، فانحرف بها وتسبب فى سقوط ضحايا ثم يدعى أنه القضاء والقدر، وأنه لم يكن يقصد أن يدمر حياة الآخرين أو يصيبهم بالعجز أو بعاهات مستديمة أو يودى بحياتهم ويصيب أسرهم بالحزن ومرارة الفقد.

إننا نسعى إلى استعادة النظام العام واحترام القانون ومعرفة حقوق كل فرد وواجباته تجاه المجتمع و العمل، وأن يدرك أن سلوكه الشخصى ليس ملكه وحده مادام يمس حياة الآخرين، ويلحق بهم الضرر الجسيم عندما يتناول المخدرات. جرب أن تسأل شخصا يتعاطى المخدرات هل يوافق على أن يذهب أولاده إلى المدرسة فى حافلة يقودها سائق غيبته المخدرات عن الوعى وليس قادرا على التحكم فى حركته، وغير مميز حركة الشارع؟ وهل يمكن أن يوافق على أن يستقل أحد أفراد أسرته قطارا بقيادة شخص تحت تأثير المخدرات، قطعا الإجابة ستكون بالنفى، فكل منا لا يحتمل تعريض أولاده وأى فرد من أسرته لخطر الموت أو العجز، لكنه أحيانا يعطى لنفسه حقوقا لا يعطيها للآخرين أو لا يخاف على الآخرين مثلما يخاف على أسرته، مثل هذا الشخص فاقد للمسئولية والضمير، عقابه يفوق الفصل من الخدمة أو أى نوع من العقوبات الإدارية أو حتى الجنائية.

وليس صحيحا ما تتناقله بعض مواقع التواصل الاجتماعى من أن الهدف من الحملة على المخدرات هو فصل نسبة من العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة . لأن ذلك لا يتسق مع الإعلان عن توفير العلاج المجانى والسرى لكل من يتقدم من المدمنين للعلاج .فالدولة حريصة على أبنائها بمن فيهم المدمنون ،شريطة ألا يضروا الآخرين، وأن يسعوا إلى تلقى العلاج.

إن علينا أن نتكاتف لتحقيق خطوة إيجابية لتحقيق الأمن وتعزيز الشعور بالمسئولية ورفع مستوى الخدمات، فمن يستطع أن يسهم فى تحقيق هذه الغايات النبيلة فليشارك ويدعم الحملة، ومن لا يستطع فليقل خيرا أو ليصمت.

لقد فوجئت بسيل من الأسئلة عن الحملة ، خصوصا ما يتعلق ببعض الأدوية التى تدخل فى نطاق المواد المخدرة، وهناك قلق من فئات تتناول أدوية علاجية تخشى أن تتعرض للعقوبة، وأسئلة أخرى حول القوانين المنظمة، وهل الحملات المرورية تتعلق بالتلبس أو الاشتباه؟ وأسئلة أخرى كثيرة أتمنى أن تحظى بحملة توعية واسعة حتى يطمئن الناس وتحقق الحملة أهدافها دون ضرر أو إضرار.

عندما تحريت عن حجم وأنواع المخدرات التى يتم تعاطيها صدمنى هذا الكم الهائل والمتنوع منها التى يجرى تخليقها أو تهريبها، بالإضافة إلى أنواع من السموم الرخيصة التى تباع للتلاميذ ومحدودى الدخل، وهى أسرع فى التدمير لخلايا المخ والأعصاب وكثير من أعضاء الجسم أى أنها قاتلة ببطء، ولهذا أتمنى أن نركز على أشد الأنواع خطرا، وأن ينال مروجوها أشد العقاب، لأنها جرائم قتل عمد جماعية لا يمكن التباطؤ فى مواجهتها، مع الاهتمام بحماية التلاميذ والطلاب فى المدارس والجامعات، وكل التجمعات التى تضمهم، فهؤلاء هم مستقبلنا، وعلينا أن نضع حمايتهم من خطر المخدرات نصب أعيننا ويلى هؤلاء المجرمين من يقدمون خدمات من شأنها الإضرار بحياة المواطنين مثلما يحدث عند ارتكاب أى خطأ من السائقين وغيرهم من موظفى الدولة أو القطاع الخاص أو أى مواطن يرتبط عمله بمواقع مهمة قد يؤدى التهاون فيها إلى أضرار جسيمة. ولهذا علينا إعداد قوائم بتلك المهن والوظائف وتنظيم دورات توعية فى جميع مواقع الخدمة العامة وللعاملين فى مجالات حيوية. وأتمنى أن تكون حملة مكافحة المخدرات بداية جادة لتعزيز الشعور بالمسئولية والاهتمام بإتقان العمل وتوفير الأمن للمواطنين وإنجاز معاملاتهم فى أسرع وقت وبأعلى كفاءة ،عندئذ سنكون قد حققنا الكثير فى مسيرة الإنماء والتقدم.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon