توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انطلاق أكبر عملية إصلاح سياسى شامل

  مصر اليوم -

انطلاق أكبر عملية إصلاح سياسى شامل

بقلم-عـــلاء ثابت

مع التصويت اليوم على التعديلات الدستورية، تبدأ أكبر عملية للإصلاح السياسى فى مصر، بتوسيع المشاركة السياسية، التى تعد جوهر الديمقراطية، لتصويب المسار الديمقراطى المتعثر فى مصر طوال عقود طويلة، لم تتمكن من خلالها, تعبيد الطريق نحو “الديمقراطية السليمة”، التى ظلت هدفا لم يعرف الطريق نحو التنفيذ، فخلال مرحلة الاستعمار البريطانى التى لا يمكن أن نعتبرها نموذجا للممارسة السياسية الصحيحة، لم تكن الأحزاب إلا أدوات فى أيدى الاحتلال البريطانى والقصر الملكي، لهذا كانت الأحزاب ضعيفة وعاجزة وسريعة السقوط، ولم تحقق طموحات الشعب المصرى فى الجلاء والاستقلال، ولا يمكن أن ننسى حادث 4 فبراير 1942 عندما حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين، وأجبرت الملك فاروق على إسناد رئاسة الوزراء للنحاس باشا زعيم حزب الوفد، الذى رفض فى البداية قبول تشكيل الوزارة عن طريق الدبابات البريطانية، لكن إنذار السفير البريطانى الملك فاروق أجبره على القبول، وهو حادث يكشف مدى هشاشة العملية السياسية فى مصر فى أثناء الاحتلال، رغم وجود برلمان منتخب يشكل الحكومة فى ظل نظام حكم الملكية الدستورية.

الإقبال على التصويت فى الاستفتاء أبلغ رد على الحملات التى تسعى إلى عرقلة الإصلاح
وعند قيام ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، وضعت فى مبادئها الستة الشهيرة “إقامة حياة ديمقراطية سليمة”، لكن هذا المبدأ لم يعرف طريقه نحو التطبيق، ولم تعرف مصر سوى نظام الحزب الواحد، الذى ألغى التعددية السياسية وحرية الرأى والتعبير، ويأتى الرئيس محمد أنور السادات ليضع حدا لنظام الحزب الواحد، بإقامة ثلاثة منابر تحولت إلى أحزاب، يمين ووسط ويسار، لكن ولادة الأحزاب كانت بعملية قيصرية ومن داخل الحزب الواحد “الاتحاد الاشتراكي”، لهذا لم تحقق الهدف المنشود.

وظلت مصر طوال العقود التالية تعانى ضعف المشاركة السياسية، وهشاشة الأحزاب، ولم تستطع أن تتجاوز هذا الوضع الذى استثمرته الجماعات المتطرفة، التى استغلت شعار “الإسلام هو الحل” لتجتذب الشباب نحو التطرف والإرهاب، وبعد التجربة الصعبة التى مرت بها مصر منذ 25 يناير 2011 كان لابد من تصحيح المسار، والسعى لإقامة حياة ديمقراطية سليمة، تقوم على التعددية الحقيقية، وتوسيع شرايين العمل السياسي، بجراحة ضرورية، لم تقتصر على إطلاق حرية تكوين الأحزاب فقط، بل جاءت التعديلات الدستورية لتضع عددا من العلامات الجوهرية على طريق الديمقراطية، منها تعيين أكثر من نائب لرئيس الجمهورية، بما يزيد من المشاركة والتنوع فى الآراء، وإسناد بعض الملفات لنواب الرئيس، بما يؤهلهم للقيام بأدوار مهمة فى صناعة القرار، إلى جانب إقامة مجلس للشيوخ، يستفيد من الخبرات المتوافرة من مختلف المؤسسات، ويجعله شريكًا بالرأى فى مشروعات القوانين ومنظومة صناعة القرار، فمصر عامرة بالخبراء فى جميع المجالات، ويمكن الاستفادة من تلك الخبرات، وأن تضع أمام مجلس النواب مقترحات وآراء تحسن من الأداء السياسي، وتوسع من إطاره، وبالتالى نحقق أكبر استفادة من خبرائنا وشيوخنا فى مختلف المجالات.

ويأتى تفعيل دور المرأة، التى ظلت على هامش العملية السياسية لعقود طويلة، وإن كان للمرأة حق الانتخاب، غير أنها لم تتمكن من اجتياز العوائق التى منعتها من المشاركة الحقيقية والجادة, ويأتى تخصيص نسبة من المقاعد للمرأة ليمنحها أحد حقوقها المهمة، لتكون شريكا فى صناعة القرار،وتأهيلها للقيام بأدوار أوسع، بما يتناسب مع حجم دورها فى المجتمع، ولا يقتصر التنوع والتوسع فى المشاركة السياسية عند هذا الحد، بل يشرك مختلف الفئات، خاصة من الأشخاص متحدى الإعاقة، والذين استطاعوا رغم ظروف الإعاقة تحقيق نجاحات كبيرة وملموسة فى مختلف المجالات، بما يجعلنا نستثمر هذه الطاقات الإيجابية فى العملية السياسية.

وفى مواجهة بث الفتنة ومحاولات منع المسيحيين من المشاركة، سوف يكون المجال أوسع لمشاركة المواطن المسيحى إلى جانب المسلم، وأن نبنى معا دولة عصرية على أسس المواطنة والعدالة، وفى لجان الاقتراع اليوم سوف يقول الشعب كلمته، بعد أن جرى عرض التعديلات على مختلف الفئات والأحزاب والنواب، بما يتيح للمواطن أن يعبر عن رأيه على أساس من الإلمام والمعرفة بجميع التعديلات المطروحة والهدف منها، والتى ستتيح لنا تصويب مسار العملية السياسية بشكل جوهرى وشامل، وهو ما يثير غضب بعض الدول التى لا تريد أن ترى مصر قوية وقادرة ومتطورة فى مختلف المجالات.

لهذا تسعى إلى تشويه كل عملية إصلاح، وأن تروج لأكاذيب تشكك فى الهدف الجوهرى من الإصلاح الشامل، الذى يضع مصر على طريق التقدم، ويمنحها المزيد من القدرات، لتكون أكثر فاعلية فى محيطها الإقليمى والدولي، وتهدم حملات جماعة الإخوان والدول الداعمة للإرهاب، والتى حاولت أن تروج لصورة مغلوطة، وتنفى مدنية الدولة المصرية، التى تتجلى فى تعديلات دستورية ترسخ مبدأ توسيع المشاركة السياسية.

إن تصويتنا اليوم على التعديلات الدستورية أبلغ رد على تلك الحملات التى تسعى إلى عرقلة مسار الإصلاح، وأن تظل مصر رهينة لتلك الجماعات، التى استغلت تلك السلبيات، ووظفتها لمصلحتها، ولهذا لا تريد أن تمضى عملية الإصلاح السياسي، التى تهدم كل فرص استمرار هذه الجماعات التخريبية، التى لا تريد سوى تفشى أفكارها الجامدة والمنغلقة والمعادية للتنوع وحرية الرأى والاعتقاد، وأن تصادر حقوق الشعب المصرى فى إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق أكبر عملية إصلاح سياسى شامل انطلاق أكبر عملية إصلاح سياسى شامل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon