توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر

  مصر اليوم -

انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر

بقلم-عـــلاء ثابت

لم يكن الإجماع الإفريقي علي تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام، إلا تتويجا للثقة التي يحظي بها الرئيس في القدرة علي إحداث نقلة نوعية في مسار التنمية الإفريقية، والسعي إلي إنشاء بنية أساسية متطورة، تنقل القارة إلي رحاب أوسع، مع وصف الرئيس القارة بأنها ستكون مستقبل العالم بما تحتوي عليه من كنوز تتمثل في منتجاتها وثرواتها وشبابها. فالقارة الإفريقية تحقق معدلات تنمية جيدة رغم المشكلات المزمنة التي تعاني منها. فقد ارتفعت معدلات التعليم بنسب كبيرة تجاوزت الـ 80% خلال سنوات قليلة، إلي جانب التحسن في توفير الكهرباء والمياه، وهو ما يؤكد أن إمكانيات القارة الضخمة يمكن أن تشكل قاطرة للاقتصاد العالمي لو أمكن توفير الاستثمارات اللازمة لرفع معدلات التنمية المستدامة، وجري استثمار خيرات القارة بشكل أمثل؛ فالقارة لا تمتلئ بالثروات الكامنة تحت باطن الأرض فقط، بل تتوافر لديها إمكانيات هائلة في الطاقة النظيفة، خصوصا الطاقة الشمسية أو المولدة من الرياح، إلي جانب توليد الكهرباء من الأنهار.

ظلت إفريقيا تلازم الرئيس السيسي خلال جولاته العالمية من الصين إلي أوروبا وصولا إلي الولايات المتحدة، ولا يتوقف عن طرح المشروعات التي يمكن أن تدفع قارة إفريقيا إلي الأمام، وبدلا من أن تمثل مشكلة أمام العالم من خلال تدفق المهاجرين غير الشرعيين مع تفشي الإرهاب في أجزاء واسعة منها، تصبح طاقة هائلة ومؤثرة في تطور الاقتصاد العالمي بما تمتلكه من أسواق واسعة، وعدد كبير من السكان والمساحة وثروات دفينة ومنتجات زراعية وحيوانية كبيرة.

لقد ورثت القارة عقودًا طويلة من الإهمال والاستنزاف لثرواتها خلال الحقبة الاستعمارية، ودفعت أثمانا باهظة نتيجة تلك الحقبة المريرة، وحان الوقت لكي تنال حقها العادل من التنمية والاستقرار، ولتكون شريكة فعالة في صنع مستقبل باهر للبشرية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال خطط طموح لتطوير البنية التحتية. ولقد طرح الرئيس السيسي تلك الاحتياجات التي ستحقق طفرة هائلة في مجال التنمية المستدامة للقارة الإفريقية في أكثر من مناسبة خصوصا إقامة شبكة مواصلات حديثة من طرق برية وخطوط للسكك الحديدية، والمزيد من الموانى والخطوط البحرية، وزيادة أعداد المطارات الدولية وتطويرها، حتي يمكن ربط دول القارة، وتحسين التبادل التجاري فيما بينها، من أجل استغلال ثرواتها بالشكل الأمثل دون تركها تتبدد بالإهمال والإقصاء.

عندما نشاهد وجود قوات دولية لفض النزاعات داخل القارة الإفريقية، أو الخسائر الناجمة عن تفشي النزاعات القبلية، أو المعارك بين الدول المتجاورة، فهذا يعني أن أموالا كثيرة تتبدد في تلك الأزمات والصراعات، ولو تم توفيرها وإنفاقها علي التنمية لتحقق الكثير.

لقد وضع الرئيس السيسي برنامجا طموحا، يضع القارة الإفريقية علي مسار التحول إلي قوة اقتصادية عملاقة، من أهم ملامحه تطوير البنية التحتية، وتوسيع قاعدة النشاط الاقتصادي إلي جانب الاستثمارات، لتسريع معدلات النمو، وتوفير بيئة مناسبة لإنشاء ونهوض الشركات، كل هذا مع تركيز الجهود علي دور المرأة في التنمية.

إن مصر تقدم نموذجا مبشرا للقارة السمراء، فقد حققت خلال سنوات قليلة خطوات واسعة وجريئة في التحديث والتطوير والارتقاء بالبنية الأساسية، كما اهتم الرئيس السيسي بدراسة العقبات المتعلقة والمسببة لمشكلات القارة الإفريقية، وعكف علي وضع الحلول، من خلال التعاون الدولي والقاري، لتتحول القارة الإفريقية إلي مركز حضاري للبناء والتقدم. كما شرعت مصر في إنشاء عدد من المشروعات، منها إنشاء صندوق ضمان لمخاطر الاستثمار، من شأنه تشجيع المستثمرين علي توجيه استثماراتهم لتنمية مشروعات القارة، لتصير تلك البلدان المهملة مزارع ومصانع تمد العالم باحتياجاته، بدلا من أن تمد الأيادي طلبا للمعونات، فنحن نري حجم المياه المهدرة في دول القارة التي تعاني من الجفاف في بعض المواسم، فمن السهل إقامة السدود وشق القنوات للاستفادة من تلك المياه التي تغرق القري، لتتحول إلي طاقة للبناء والحياة تسد جوع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وارتفاع معدلات الوفاة.

حظيت إفريقيا باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، سواء بحضور الفعاليات المتعلقة بالقارة الإفريقية في الخارج، أو تنظيم مؤتمرات ولقاءات مع قادة وشباب إفريقيا الواعد كان آخرها مؤتمر رواد الأعمال في شرم الشيخ، الشهر الماضي الذي أكد فيه ثقته في عقول وقدرات شباب إفريقيا، وأنهم أغلي الثروات، وأن أفكارهم هي المحفز الأساسي للتقدم الاقتصادي، ودفع التنمية الشاملة في قارتنا، لإيجاد أفضل وسائل لتحسين أوضاعنا وبناء مستقبلنا دون مخاوف، مع الإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة - كيب تاون الذي يربط شمال القارة بجنوبها لتوسيع حركة التجارة، بالإضافة إلي مشروعات التعاون الفني، والتحول الرقمي، وإدارة التمويلات الدولية والحوكمة ونظم المتابعة والتقييم، وإنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، وتبادل الخبرات، والتأهيل في طرق الحوكمة ومحاربة الفساد.

ومن خلال متابعتي لجولات الرئيس الدولية، وحرصه علي الربط بين خطط تنمية مصر وتنمية القارة الإفريقية، فقد لمست أن الرئيس يؤمن بتلازم المسارين؛ فتنمية مصر ستصبح قاطرة ونافذة للقارة الإفريقية، وتنمية القارة الإفريقية ستكون قوة دفع هائلة وعمقًا إستراتيجيًّا لمصر. لهذا فإن انطلاق القاطرة الإفريقية بقيادة مصر سيكون فاتحة خير علي قارتنا السمراء المليئة بالخير، هذا الخير الذي سيكفي الجميع في مصر وإفريقيا بل قارات العالم أجمع.

 

نقلا عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon