بقلم : جلال عارف
علي مدي يومين من الجلسات العاصفة في مجلس الأمن حول ما قيل إنه هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.. لم تقدم أمريكا أي دليل علي أن الحكومة السورية هي المسئولة عن الهجوم، بل ولم تقدم أي دليل علي أن هناك هجوما بالسلاح الكيماوي قد وقع علي ريف دمشق، كما قالت واشنطون وهي تعلن انها سترد علي ذلك بموافقة مجلس الأمن أو بدون موافقته !!
لا شيء هناك إلا شريط فيديو أذاعته وسائل الإعلام وتم إعداده خارج سوريا (!!) به بعض اللقطات عن ضحايا للهجوم يتم رشهم بالماء فتزول عنهم علي الفور كل آثار السلاح الكيماوي القاتل!! وهو »الفيديو» الذي انفطر له قلب الرئيس الأمريكي وأركان إدارته فقرروا توجيه ضربة لسوريا، ليدفع شعب سوريا الشقيق مرة أخري ثمنا لصراع القوي الكبري علي أرضه ومن أرواح أبنائه !!
يحدث ذلك استنادا الي »فيديو» لم تثبت صحته.. بينما يتجاهل الرئيس الأمريكي وإدارته والدول التابعة لما تقرره واشنطون »الفيديو» الآخر الذي انتشر إعلاميا في نفس الوقت، والذي يظهر فيه جنود اسرائيل وهم يمارسون قتل الفلسطينيين علي سبيل »التسلية». حيث يقوم قناص اسرائيلي بضرب شاب فلسطيني أعزل بالرصاص، بينما زملاؤه يقومون بتوثيق الجريمة، ثم يهتفون بسعادة: انه شريط فيديو رائع !!
والفيديو هنا ليس مشكوكا فيه. نشرته صحيفة »يديعوت أخرونوت» الاسرائيلية، وأكد الجيش الاسرائيلي صحته مشيرا الي أنه سجل في ٢٢ ديسمبر الماضي.. أما وزير الدفاع الاسرائيلي »ليبرمان» فقد كان تعليقه أن القناص يستحق وسام شرف (!!) وهو تعليق يليق برجل يري أن مهمته الوحيدة في الحياة هي قتل الفلسطينيين!!
الصمت التام كان هو رد الفعل الوحيد من جانب الإدارة الأمريكية ومن جانب دول عديدة لا تتوقف عن الحديث عن الشرعية والقانون الدولي وحقوق الانسان، لكنها تصاب بالخرس حين يتعلق الأمر بالممارسات النازية من جانب اسرائيل .
إنه الصمت الذي جعل أمريكا تقف وحدها ضد العالم، لتمنع إدانة جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل. والذي جعل الكيان الصهيوني يستعرض »نازيته» وهو يتمتع بالحماية الامريكية. وجعل جنود الجيش الاسرائيلي يتسلون بقتل الفلسطينيين ويستمتعون بتسجيل جرائمهم في شرائط »فيديو» يراها المسئولون الأمريكيون، فيستعدون علي الفور لتوجيه ضربة انتقامية إلي.. سوريا
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع