بقلم - جلال عارف
بقدر ما يسعد الانسان بالنجاحات التي يحققها علماؤنا في الخارج، والمراكز القيادية التي يحتلونها بجدارة في أرقي الجامعات ومراكز البحوث العالمية.. بقدر ما يتمني اليوم الذي تتهيأ فيه الظروف أمام علمائنا بالخارج ليكونوا جزءا أساسيا من نهضة مصر وتقدمها، وليشاركوا في قيادة مؤسسات الدولة لكي تعوض سنوات التخلف، ونلحق بالعصر معتمدين علي العلم والكفاءة وإلي أن يتم ذلك لابد من تقدير كل جهد للربط بين علمائنا في الخارج وبين وطنهم، ومحاولة الاستفادة من علمهم وخبراتهم في التعامل مع مشاكلنا المعقدة، ودعم جهود التطوير في كافة المجالات.
تابعت عن بعد المؤتمر الذي انعقد في الغردقة لمناقشة قضايا التعليم مع نخبة من علماء مصر والخارج. ورغم التغطية الإعلامية الشحيحة لأخبار المؤتمر الذي نظمته وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالمشاركة مع وزارتي التعليم والتعليم العالي.. فإن قضايا التعليم تفرض نفسها، والتواصل مع علمائنا المميزين في الخارج شيء إيجابي. لكن الأهم أن يكون هناك حوار جاد بين علمائنا المميزين في الداخل لمناقشة المشاكل ووضع الحلول وتحديد السياسات التي يتم تبنيها من الدولة بعد ذلك.
لم نصل بعد لهذه المرحلة. كل وزير يأتي ليفرض رؤيته الخاصة التي تتغير بعد رحيله من منصبه، والروتين مازال يحاصر الإبداع. والأفكار المتوارثة تقاوم الجديد.
ما نحتاجه بشدة هو تغيير المناخ العام لكي تكون الأولوية للعلم، والقيادة للكفاءة، وأن ندرك أننا سوف نعرف كيف نستفيد من علمائنا المميزين في الخارج حين نعرف كيف نستفيد من علمائنا المميزين في الداخل، وكيف ننسج علاقات تعاون علمي وثيق بين الجميع، وكيف نوفر لهم الدعم لكي يضعوا علمهم وخبراتهم في خدمة الوطن بعيدا عن أعداء العلم والتقدم.
نعم نستطيع.. بالتعليم، وبالعلم، وبالحفاظ علي ثروتنا الأغلي من علمائنا ومفكرينا في الخارج.. وفي الداخل ايضا.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع