بقلم - جلال عارف
وسط مهرجان الفضائح الذي تعيشه العاصمة الأمريكية »واشنطون».. لا تنسي الإدارة الأمريكية مواصلة دورها في محاولة تمرير مخططات الحكومة الاسرائيلية، والضغط علي الفلسطينيين ليقبلوا ما لا يمكن قبوله!!
بالأمس أعلنت الخارحية الأمريكية إلغاء مساعدات كانت مقررة للفلسطينيين بقيمة ٢١٥ مليون دولار، ولم تنس الخارجية الأمريكية التأكيد علي أن ذلك قد تم بطلب خاص من الرئيس الامريكي ترامب!!
خطوة جديدة علي الطريق الذي بدأه الرئيس الأمريكي باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارته إليها، ثم بالهجوم الضاري علي وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا» وإلغاء معظم المساعدات التي كانت تقدمها واشنطون إليها، مع الإعلان عن موقف أمريكي جديد يعتبر أن طريق السلام يبدأ بإعطاء القدس لاسرائيل وإزاحتها من علي طاولة المفاوضات، وأن انشاء الامم المتحدة لمنظمة »الأونروا» كان خطأ يجب تصحيحه، لانه يبقي علي قضية اللاجئين الفلسطينيين حية، ويفرض علي العالم أن يتحمل مسئوليته لحل مأساة شعب لن ينسي ان له وطنا مغتصبا، وقدسا تعيش في الأسر!!
الآن.. تعلن الادارة الامريكية ـ بقرارها الجديد بسحب المساعدات ـ أنها ماضية في طريق لا يعني إلا إلغاء حل الدولتين، وتفجير الصراع وليس حله كما وعد الرئيس الامريكي وهو يزرع الاوهام التي انكشفت تماما مع قراره حول القدس، ومع تأييده الكامل لسياسات الحكومة الاسرائيلية حتي وهي تصدر قانون يهودية الدولة الذي جعل من اسرائيل (بصورة رسمية) النموذج الوحيد في العالم لدولة الفصل العنصري التي كنا نظن ان البشرية قد تخلصت منها للأبد!!
تتصور الإدارة الامريكية ان الضغوط المالية والسياسية علي الفلسطينيين سوف تدفعهم للتفريط في حقوقهم المشروعة. لا تفهم واشنطون أن استخدام المساعدات الانسانية من أجل الابتزاز السياسي هو سياسة فاشلة.
كل ما تفعله القرارات الأمريكية هو ان تسد الطريق علي أي مسار حقيقي لسلام عادل، وان تفتح الباب لانفجار لا تدرك واشنطون ان عواقبه ستكون أخطر مما تتوقعه الحسابات الحمقاء التي تركت السياسة الأمريكية في هذه القضية الأساسية بيد صهانية أمريكا ومتطرفي اسرائيل!!
ستبقي فلسطين.. قضية شعب تحت الاحتلال، ووطن مغتصب، وحقوق لابد ان تعود لأصحابها. من لا يفهم ذلك سيدفع ثمن خطيئته!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع