بقلم - جلال عارف
هذا العبث لابد أن يتوقف. المحاولات الخبيثة لتحويل مهرجان رياضي عربي إلي مأساة هو جريمة في حق الرياضة، لكنه- قبل ذلك وبعده- تنفيذ لأسوأ المخططات التي تستهدف علاقات الشعوب العربية التي ستظل دوما علاقات أشقاء يواجهون المصير الواحد كما عاشوا التاريخ المشترك.
وصول النادي الأهلي المصري، ونادي الترجي التونسي لنهائي بطولة أندية افريقيا هو- في حد ذاته- انتصار للكرة العربية. العلاقات بين شعب مصر وتونس كانت - وستظل - علي الدوام عنوانا لعلاقات الأشقاء في أجمل صورة حضارية. المباريات الرياضية التي تجمع فرقا من القطرين الشقيقين تحمل دائما طابع المنافسة الحماسية، لكنها تبقي دائما تتمتع بالروح الرياضية الجميلة.
البعض- فيما يبدو- يحاول عمدا تحويل مباراة الأهلي والترجي في تونس إلي »حرب كروية». والكثيرون- للأسف الشديد- ينقادون وراء هذه المحاولات بلا وعي أو ادراك لخطورة هذه المهارات علي صفحات التواصل الاجتماعي، أو هذه الكلمات التي تخرج من صحفيين أو إعلاميين أو بعض العاملين الصغار في ميدان الكرة الذين لا يقدرون مسئولية مواقعهم.
يحدث ذلك بينما كانت وزيرة الرياضة والثقافة التونسية تشارك في مؤتمر شرم الشيخ، وبينما كانت دار الأوبرا المصرية تشهد مشاركات جميلة من فنانينا التوانسة لطيفة وصابر الرباعي وغيرهما من الأصوات العربية الجميلة. وفي نفس الوقت كان نجوم السينما المصرية يشاركون في مهرجان قرطاج.
كان الكل- وسيظلون- يحتفون بالحياة ويقولون »لا» عريضة لكل أعداء الحياة. نجوم السينما يتجمعون في ليالي قرطاج علي بعد خطوات من مكان الحادث الإرهابي الأخير فجرت فيه »داعشية» نفسها وسط تونس العاصمة قبل أيام. ونجوم الغناء العربي ينشرون الجمال من سماء القاهرة. ونجوم الرياضة يمتعون الملايين وهي تتابع النهائي العربي لبطولة افريقيا.
فلتكن مباراة العودة في النهائي بين الأهلي والترجي تتويجا لكل هذه المعاني الجميلة، ولتكن احتفالا يليق بتفوق الكرة العربية. وليتحمل الجميع مسئولياتهم لايقاف حملات إثارة الجماهير التي تتم عن جهل.. أو عن عمد!!
نقلا عن الاخبار