بقلم : جلال عارف
عادة ما يكون موسم الانتقالات الشتوية للاعبي كرة القدم فرصة لتعاقدات محدودة تقوم بها الأندية لمعالجة اصابات طارئة أو تعويض غياب عنصر أساسي أو انتقاله لفريق آخر مع انتهاء عقده. يقوم الفريق في موسم الانتقالات الشتوية بسد الثغرات انتظاراً لنهاية الموسم حيث تعاد الحسابات وتوضع الخطط للموسم الجديد.
في الأيام الماضية وجدنا سباقاً محموماً للتعاقد مع اللاعبين، وأموالاً تظهر لتمويل الصفقات، ومنافسات تحول الأمر إلي ما يشبه الفوضي في الأسعار التي تضاعفت فجأة وبدون مناسبة ليتخطي ثمن اللاعب الناشئ حدود العشرين مليون جنيه!!
بالطبع الأمر عرض وطلب، والمفترض أن يكون المسئولون في الأندية لديهم حساباتهم وتقديراتهم لتعزيز الفريق ولمصلحة النادي. ولكن هذا يستدعي أن تكون هناك إدارات محترفة لهذه الأندية، وأن تكون هناك جهة تحاسب وتراقب حتي لا تخضع العملية إلا لمصلحة الفريق بعيدا عن الشبهات وعن العشوائية.
فمن غير المعقول أن يشتري »الزمالك» علي سبيل المثال ١٧ لاعباً في الموسم الماضي علي أمل مغادرة المركز الثاني في الدوري، فإذا به يصارع في وسط الجدول، ويدفع أكثر من ٥٠ مليوناً للصفقات الجديدة في الموسم الشتوي، بينما يتخلص بصعوبة من الذين استعان بهم قبل شهور!!
وربما كانت الأحوال في »الأهلي» أفضل قليلاً، ومع ذلك فإن المشكلة موجودة. لاعبون جرت المنافسة عليهم مع الزمالك وغيره، ليجلسوا بعد ذلك علي الدكة حتي جاء حل »الإعارة» لأندية محلية أو عربية. وزحام في »مراكز» يتصارع عليها اللاعبون، بينما النقص في مراكز أخري كما في قلب الدفاع أو الوسط المدافع. ومع ذلك فقد كانت الصفقة التي سلطت عليها الأضواء هي اضافة مهاجم جديد واعد هو صلاح محسن.
ولست مع الذين يقولون إنه ليس هناك لاعب في الدوري يساوي هذه المبالغ التي وصلت إليها بورصة الأسعار. لكن من غير المعقول أن تقفز الأسعار بهذه الصورة بلا مبرر. بل في وقت تستعد فيه الأندية لتخفيض اللاعبين من ٣٠ إلي ٢٥ بما يعنيه ذلك من وفرة المعروض في سوق اللاعبين الذين ستضطر الأندية الكبيرة للاستغناء عنهم.
المؤكد أن هناك شيئا ما خطأ. وأن اصلاحه ضروري
نقلا عن الاخبار القاهريه