بقلم - جلال عارف
رسميا .. وأمام العالم كله يعترف الكيان الصهيوني بأنه كيان عنصري. يقدم نفسه كما هو في الواقع »دولة قومية لليهود» تقول رسميا وعلنيا ان ٢٠٪ من سكانها وهم الفلسطينيون من عرب ٤٨ الذين تمكسوا بالبقاء في أرضهم هم مواطنون من الدرجة الثانية، وليس لهم أي حق في تقرير مصير الدولة التي قامت علي أرضهم !!
منذ البداية أدرك العالم أن الصهيونية حركة عنصرية، وكانت قرارات الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية تساوي بينها وبين أعتي النظم العنصرية التي سقطت تباعا وكان آخرها النظام في جنوب افريقيا. تطهر العالم من هذه النظم ولم يبق إلا النظام في إسرائيل التي حاولت منذ انشائها أن تخفي هذا الوجه القبيح، وأن تدعي »الديمقراطية» وهي تمارس أبشع ألوان النازية في تعاملها مع الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق التاريخي.
الآن.. تصدر إسرائيل »قانون يهودية الدولة وتعلن للدنيا أنها دولة تقوم علي التمييز العنصري» »الأبارتهيد» وتزداد الضغوط علي عرب الداخل، وتزداد المخاطر من توحش اليمين العنصري وهو يستبيح بهذا القانون المخالف لكل قرارات الشرعية الدولية، أرض فلسطين أمام الاستيطان اليهودي، ويستكمل ما بدأه الرئيس الأمريكي ترامب فيؤكد أن القدس كلها هي عاصمة إسرائيل التي يقرر مصيرها اليهود وحدهم !!
»قانون عنصرية إسرائيل» مر في الكنيست بأغلبية ٦٢ صوتا بينما عارضه ٥٥ نائبا. هذا يعني أن هناك نحو أربعين نائبا يهوديا لم يوافقوا علي القانون. قلة قليلة، من هؤلاء مازالوا يأملون في تسوية سلمية للصراع. لكن أغلبيتهم تعارض القانون لأنها تدرك أنه يكشف الوجه القبيح لإسرائيل، ولأنه يضع النهاية لحل الدولتين ويفتح الباب أمام أحد طريقين: إما أن تسير الدولة العنصرية حتي نهايتها المحتومة.. وإما أن تكون الدولة الواحدة علي كل أرض فلسطين، والتي يتساوي فيها الجميع في الحقوق والواجبات، والتي سيكون فيها الفلسطينيون هم الأغلبية .
أما بالنسبة للفلسطينيين والعرب فالوضع يختلف. كل كيان عنصري هو خطر حتي يسقط. وكل خطر لابد أن نكون مستعدين لمواجهته. وكل مواجهة لابد أن تفهم جيدا أن من مرروا قاون عنصرية إسرائيل »لا يمكن أن نتوقع منهم إلا الأسوأ
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع