توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طفل البلكونة..!!

  مصر اليوم -

طفل البلكونة

بقلم - جلال عارف

فجأة.. اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة »طفل البلكونة»‬ وأمه التي تحاول إدخاله إلي شرفة الشقة عن طريق نافذة الجيران بعد ضياع مفتاح الشقة!!
المحاولة فيها تعريض لحياة الطفل للخطر. وربما كان في الخلفية عند المتابعين قصص مريعة عن الجرائم  الأسرية الصارمة التي تضاعفت في الفترة الأخيرة.. ولهذا رأينا الصرخات علي مواقع التواصل الاجتماعي، وعلي شاشات التليفزيون تطالب بمحاكمة الأم، وتجتهد في البحث عن التهم التي ينبغي أن توجه لها، وسنوات السجن التي ينبغي أن تقضيها وراء القضبان!!
وسط هذه »‬الهوجة» لم يسأل أحد عن الظروف، حتي وقفت الأم أمام النيابة بعد إلقاء القبض عليها، لنجد صورة للمعاناة التي تعيشها أم »‬عاملة بسيطة في مدرسة» تتحمل العبء الأكبر في الإنفاق علي الأسرة بعد مرض الزوج. وتكدح في عملها ثم في رعاية أربعة أطفال.
وأمام النيابة تقف الأم والطفل والزوج. لا تبدو الأم امرأة تتعمد إيذاء أطفالها. إنه نقص الوعي وضغط الحياة. تتعامل النيابة بعيداً عن قسوة الصرخات علي »‬الفيسبوك» بالمحكمة والسجن. تستمع النيابة لدموع ندم الأم، ولصرخات الطفل الذي يرفض أن يكون مصير أمه السجن، وأن يكون مصيره الملجأ. يتم الإفراج عن الأم وتعود مع ابنها ليلتم شمل الأسرة.
ستختفي القصة بعد اختفاء الإثارة. ولكن ستبقي اسئلة ينبغي أن نهتم بالاجابة عليها عن جهود مطلوبة للتعامل مع هذا القطاع الواسع من الأسرة المصرية. كيف نساعد مثل هذه الأم علي رعاية ابنائها؟ وكيف نعمل علي زيادة وعيها بمسئولياتها تجاه الأبناء؟
وكيف يذهب العمل الأهلي إلي هؤلاء يقنعهم بأن رعاية الأسرة الصغيرة ستكون أفضل، ويعمل معهم علي تحسين ظروف الحياة بقدر الامكان؟!
 كم أتمني أن يجد الزوج الرعاية الصحية التي تمكنه من العودة للعمل. وأن يكون ما حدث درساً لكل أسرة »‬مهما كانت ظروفها» بأن رعاية الاطفال مسئولية كبيرة. وأن يدرك العمل الأهلي أن مكانه الأساسي هو هنا.. حيث ملايين الأسر التي تحتاج للمساندة، وحيث ملايين الأطفال معلقون في رقاب أمهات كادحات مثل أم »‬طفل البلكونة» التي كانت النيابة أكثر رحمة بها حين قالت إنها تحتاج للعون وليس للسجن الذي يحول الخطأ الفادح إلي مأساة!!

 

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل البلكونة طفل البلكونة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon