توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم .. وجميل !

  مصر اليوم -

رمضان كريم  وجميل

بقلم : جلال عارف

  كل شيء كان أشد بساطة وأكثر جمالا. وهكذا كان الأمر مع شهر رمضان الكريم عندما كان وعينا يتفتح علي الحياة. كان من نعم الحياة ان نستقبله في مدينة جميلة مثل »بورسعيد»‬ وأن يكون جمالها مرتبطا بالانفتاح علي البحر من ناحية وبعمق الانتماء للوطن وانتظار ساعة الخلاص من بقايا استعمار يحتضر ومن نهب طال حتي جاء تأميم قناة السويس ليعيدها لأصحابها ويبدأ عصر جديد لحرية الشعوب تجاوزت آثاره مصر والعالم العربي الي العالم كله .

كانت الحياة أشد بساطة وأكثر جمالا. تسير الحياة في المدينة كعادتها، فالعمل في الميناء او الصيد في البحر والسعي الدائم من اجل الرزق لا يترك مجالا لكي تنام المدينة او تستريح. الموائد كما هي لا يضاف اليها الا بعض الكنافة او القطايف وقمر الدين. والراديو هو وسيلة التسلية الاساسية. الاذان بصوت الشيخ رفعت يزداد جماله في الشهر الفضيل. التلاوة المباركة للقرآن الكريم علي الهواء مباشرة من السرادق الذي كان يقام بميدان عابدين ثم من ميدان الحسين والتاسعة مساء مسلسل فكاهي عقب الافطار ومسلسل ديني قرب الفجر .

الجانب الاخر من البهجة كان في الشارع شيء من الزينة كان ضروريا خاصة في الحي العربي، حيث يصبح الاحتفال نوعا من تأكيد الهوية وحلقات السمسمية تنتشر وتنشر معها البهجة والحيوية وهي تغني حتي السحور في حب الحياة والجمال والوطن .

لم تكن موائد الرحمن بشكلها الحالي قد ظهرت لكن التكافل كان موجودا علي افضل صورة وليس في رمضان فقط ولكن علي مدار السنة طبيعة المدينة كانت تفرض ذلك والترابط العائلي كان شديدا في مدينة ترتبط بالبحر وتمتد جذورها الي عمق التاريخ والي اقصي الصعيد .

وتمر سنوات العمر وتتغير الظروف والاحوال، ونمر بالعديد من المحن والتحديات وتهددنا موجات التعصب وعصابات التطرف لكن ما ربتنا مصر عليه يبقي حصن الدفاع الاول الذي حمي مصر منذ السبعينيات وحتي الان. هذا النموذج الفذ الذي لا تراه الا في المحروسة، والذي نري احد اجمل تجلياته في رمضان هذا الجمع الفريد بين انسانية الانسان وبين عبوديته لله. هذا المزيج المتفرد من الخشوع لخالق السموات والارض ومن الاحتفاء بالحياة ومن عشق الوطن. كل عام وانتم ومصر الجميلة بألف خير

نقلا عن الأخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم  وجميل رمضان كريم  وجميل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon