بقلم - جلال عارف
تصدر شباب مصر الفائزين بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة. توج خمسة من شبابنا الرياضي بالجائزة يتقدمهم نجمنا العالمي محمد صلاح الذي فاز بجائزة الرياضي العربي المتميز لهذا العام.
الملاحظة الهامة والاساسية أن باقي الفائزين من شبابنا الرياضي كانوا من خارج ميدان كرة القدم. فاز لاعب رفع الاثقال العالمي محمد إيهاب بجائزة الرياضي العربي. وفاز منتخب مصر للرجال في لعبة الاسكواش بجائزة الفريق العربي. وحصدت نادية عبدالحميد مدربة الملاكمة جائزة المدرب العربي اما جائزة شباب الرياضيين فذهبت الي المتألق لاعب الخماسي الحديث احمد الجندي، نجم دورة الألعاب الاولمبية للشباب هذا العام.
حصاد جميل للرياضة المصرية استحق من خلاله نجومها هذا التكريم في الدورة العاشرة لهذه الجائزة التي يرعاها حاكم دبي نائب رئيس دولة الامارات محمد بن راشد في إطار اهتمامه بتكريم المبدعين العرب في كل المجالات.
وبعيدا عن محمد صلاح الذي يحلق في سماء النجومية الرياضية في العامين الماضيين، فإن باقي نجومنا الفائزين جاءوا بإبداعهم الي عالم البطولة خارج أضواء كرة القدم. نجومنا الذين استحقوا التكريم بكل جدارة يمثلون »الرياضيات المظلومة» عندنا. ربما حصل لاعبو الاسكواش علي بعض الرعاية وبعض المكاسب بسبب البطولات العالمية التي يشاركون فيها، لكنها بالطبع لا تقارن بما يحصل عليه لاعبو كرة من »الفرز الثالث» في أنديتنا (!!).
ومع هذا، فإن قدرا من الرعاية جعل بطولات الاسكواش العالمية شبه محتكرة من أبطالنا المصريين. بينما يحفر ابطالنا في باقي الرياضات المظلومة في الصخر ويحققون المعجزات، ايهاب وزملاؤه وزميلاته في رفع الاثقال. الموهوب أحمد الجندي في الخماسي. ابطالنا في المصارعة والسباحة. المفاجأة التي جعلتنا نعرف أن لدينا مدربة مصرية موهوبة في التدريب علي الملاكمة.
جوائز الابداع فرصة لكي نعيد التأكيد علي حاجتنا لاستراتيجية رياضية جديدة تعطي للرياضات المظلومة حقها في الرعاية والدعم المادي والأدبي. تسلط الاضواء الاعلامية علي هذه الرياضات. ليس صحيحا أن الاهتمام بكرة القدم يلغي كل اهتمام برياضة أخري، زمان كانت المصارعة ورفع الاثقال تمارس في الساحات الشعبية. وحينما حصل فريقنا لكرة اليد علي مكانة دولية كان ينافس كرة القدم في الشعبية وكنا في مدارسنا نعرف جيدا ان ألعاب القوي هي أصل الرياضة.
فقط.. مطلوب بعض الاهتمام وشيء من الرعاية والكثير الكثير من التخطيط العلمي.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع