بقلم - جلال عارف
تشهد الساحة الوطنية الفلسطينية تحركات هامة نرجو أن تكون علي مستوي المسئولية وعلي قدر المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية .
لم يعد ممكنا أن تتمترس الأطراف الفلسطينية المتصارعة في مواقعها بينما قضية الشعب الفلسطيني والعرب تتعرض للتصفية.
ربما تعلن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب عما أسمته »صفقة القرن» أو لا تعلن وربما تكون قد اضطرت لتأجيل إعلانها بعد أن سمعت موقف مصر الحاسم المتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة علي حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية، وبعد أن أدركت أنها لن تجد فلسطينيا واحداً يساعد في تصفية قضية شعبه .
لكن ذلك لايعني أن الخطر قد تراجع، أو أن مخطط التصفية لايسير في طريقه.. بدءاً من قرار أمريكا حول القدس، إلي محاولة إغلاق ملف »اللاجئين» وتعطيل عمل منظمة الغوث »الاونروا».. وصولا إلي العمل علي تحويل القضية من قضية شعب تحت الاحتلال يريد استعادة وطنه، إلي قضية تحسين ظروف المعيشة للفلسطينيين في غزة وترك الضفة رهن »التوطين» !!
في ظل هذه الأوضاع الخطيرة، لم يعد ممكناً أن يستمر الانقسام الفلسطيني، أو أن يستمر رهان الفرقاء من »فتح» أو »حماس» علي صبر الشعب المناضل عليها، وهو يقدم التضحيات ويتحمل عبء النضال اليومي، بينما يري النتائج المأساوية للانقسام، ويري المؤامرة لتصفية القضية تمضي في طريقها علي جثث الشهداء، وينتظر من القيادات أن توحد الصفوف.. فيطول الانتظار !!
لم يعد هناك مكان للخطب العصماء أو الرهان علي أطراف خارجية تعمل لمصلحتها أو لمصلحة من يستخدمونها في العمالة. ولم يعد هناك وقت بعد أن أنفقنا الكثير في تعطيل »المصالحة» من أجل صراع آثم علي سلطة وهمية »!!» .
الكل في الساحة الفلسطينية أمام لحظة للحقيقة.. »أبومازن» في رام الله يدرك بعد ربع قرن علي »أوسلو» حجم الخديعة التي تعرض لها الفلسطينيون. والإخوة في »حماس» يدركون حجم المأساة التي قاد اليها »الانقسام». والجميع لابد أن يكون علي وعي كامل بحجم المخاطر. الاصطفاف الكامل لضرب مشروع تصفية القضية الفلسطينية هو الفريضة الوطنية التي لاينبغي أن تغيب أو يتأخر تحقيقها .
هناك بوادر علي تحركات ايجابية من جانب القيادة الفلسطينية في »رام الله» ومن جانب »حماس» في غزة.. مصر حاضرة بكل جهدها، والأمل كبير في أن تدرك كل الاطراف الفلسطينية أن أي تنازلات من أجل تحقيق الوحدة الوطنية هي انجاز يحسب لها عند شعب عاش لسنوات يواجه العدو، ويواجه ايضا صراعا بين الاشقاء كان علي الدوام من المحرمات !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع