بقلم : جلال عارف
منذ انطلق يوم الأرض في فلسطين قبل اثنين وأربعين عاماً، وهو يمثل مصدر ازعاج للاحتلال الصهيوني. لم يكن الفلسطينيون -طوال هذه السنوات- يخرجون بالسلاح، بل كانوا يخرجون مسالمين، يزرعون شجرات الزيتون في أرضهم التي تبقت في أيديهم، وينتظرون يوماً تعود فيه الأرض السليبة والمحتلة إلي أصحابها الحقيقيين .
هذا العام.. لم يختلف الوضع، ولكن تغيرت الظروف..!! خرج عشرات الآلاف مسالمين كعادتهم. لكن الصهاينة كانوا يدركون أن هذه »السلمية» هي الخطر عليهم.. وأن الأرض ستظل جوهر الصراع. وأن الحديث عن »العودة» لا ينبغي أن يصل إلي أسماعهم في زمن الاستيطان!! كان الصهاينة يدركون أن المسيرة في »يوم الأرض» هذا العام تختلف. إنها البداية لسلسلة من المظاهرات السلمية يطمح الفلسطينيون في أن تتوج بـ»يوم العودة» حين يحتشد مئات الألوف منهم في ذكري النكبة في منتصف مايو بالقرب من الحدود مع إسرائيل، في تأكيد حاسم فإن العودة للوطن ستظل حقهم المشروع حتي يتحقق .
كان هذا هو الرد علي قرار ترامب حول القدس الذي لم يعترف به أحد يعتد به في العالم كله »مع الاعتذار لماكرونيزيا العظمي أعظم حلفاء ترامب وإسرائيل» وكان هذا هو الرد علي السخافات الأمريكية حول شطب »حق العودة» من أي مفاوضات لإقرار السلام!! وكان هذا هو التعبير عن التمسك بعدم شرعية الاستيطان مهما طال الزمن !!
وأول أمس.. فقد الإسرائيليون صوابهم أمام زحف عشرات الألوف من الفلسطينيين إلي قرب الحدود. قابلوا »سلمية» الفلسطينيين بإرسال طائراتهم لتقذف المتظاهرين بقنابل الغاز، وحشدوا »القناصة» ليضربوا بالرصاص الحي. وكانت الحصيلة في نهاية اليوم 17 شهيداً وأكثر من ألف جريح بعضهم في حالة الخطر .
هذا الجنون الإسرائيلي لن تكون له من نتيجة إلا اشتعال الغضب، وسقوط الشهداء لن يكون إلا دافعا للمزيد من الصمود. هذا الجنون الإسرائيلي لن ينسي الشعب اللاجئ أن له أرضاً سليبة وقدساً أسيرة ووطناً تحت الاحتلال .
يعرف شعب فلسطين جيداً أن الطريق من »يوم الأرض» إلي »يوم العودة» سيكون ساحة للصراع بين الباطل المسلح، وبين الحق الأعزل. يسقط الشهداء فتنبت الأرض أشجار الحرية أو يتحول الوطن اللاجئ إلي الوطن المنصور
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع