بقلم : جلال عارف
الظلم جبان مهما تجبر. والاحتلال أسوأ أنواع الظلم لهذا يخاف، ولهذا يتجبر!!
الطفلة الفلسطينية عهد التميمي لم تفعل إلا أنها دفعت جنديا من جنود الاحتلال الذي لا يتوقف عن التوسع الاستيطاني علي حساب الارض الفلسطينية المحتلة، ولا يعرف معني للشرعية الدولية ولأحكام القانون وهو يقهر شعبا بأكمله، ويغلق كل الأبواب التي تفتح من أجل السلام، ويرفض الاعتراف بحقوق شعب فلسطين في وطنه.
وكان قرار الرئيس الأمريكي »ترامب» حول القدس قد أشعل الموقف. ولم يكن ممكنا ان يقبل فلسطيني أن تسرق القدس العربية بقرار أمريكي، وأن يتم منحها للصهاينة باعتبارها »عربون محبة» من الرئيس الأمريكي للكيان الصهيوني!!
تم القبض علي »عهد» وأمها وأحيلتا للمحاكمة العسكرية، كان علي »عهد» أن تواجه ١٢ تهمة تصل عقوبتها لعشرات السنين من السجن. لم يكن ممكنا الحديث عن »عدالة» في كيان يقوم علي ظلم شعب وسرقة وطن، بكل اصرار رفضت المحكمة أن تكون الجلسات علنية. كان الخوف أن تتحول »عهد» إلي أيقونة جديدة لكفاح شعب فلسطين من أجل وطنه، وإلا تتحول المحاكمة الي فضيحة دولية.
مارسوا كل أساليب الإرهاب وكل أنواع الضغوط علي الطفلة »عهد» داخل سجنها، ثم داخل المحكمة. لم يكن أمام الدفاع إلا محاولة تخفيف الاذي بقدر الإمكان. بالأمس حكموا علي عهد ووالدتها بالحبس لمدة ثمانية شهور عن بعض الاتهامات، وبثلاثة أعوام مع وقف التنفيذ في بعض الاتهامات الأخري.
ستنضم »عهد» إلي أكثر من ٣٥٠ طفلا في سجون الاحتلال. وستبقي مهددة بعد ذلك بتنفيذ العقوبة الأخري ودخول السجن لثلاث سنوات اذا أمسكت بها »عدالتهم» مرة أخري وهي تقول »لا» للاحتلال!!
ربما يكون الكيان الصهيوني قد نجح في إبعاد المحاكمة عن أضواء الاعلام العالمي. لكنه ـ في نفس الوقت ـ أكد الحقيقة التي يعرفها التاريخ جيدا.. وهي أن كل أساليب القهر لا يمكن ان تهزم شعبا يسعي لحريته. وأن كل غطرسة القوة تقف عاجزة امام طفلة مقيدة اليدين تقف متهمة بحب الوطن يخشي قضاتها من الحقيقة التي يعرفونها جيدا.. وهي أن الطفلة الفلسطينية هي الأقوي وأن مكان قضاتها الطبيعي هو قفص الاتهام
نقلاً عن الآخبار القاهرية