توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكبر من احتراق سينما !!

  مصر اليوم -

أكبر من احتراق سينما

بقلم - جلال عارف

جزء من القاهرة التي نحبها يختفي. احترقت سينما »ريفولي»‬ الشهيرة كما احترقت دار الأوبرا القديمة من قبل. في الحقيقة كانت »‬ريفولي» قد خرجت من الذاكرة الفنية منذ سنوات. أغلقت أبوابها وبدأت تنشأ داخلها البوتيكات. مثلها مثل العشرات من دور السينما في القاهرة وخارجها تحولت بالحرائق أو بالهدم إلي طريق آخر في زمن الانفتاح السبهللي الذي استباح كل شيء، والذي تدفع فيه الثقافة والفنون الثمن الأكبر !!

في مدينتي »‬بورسعيد» حيث الطفولة والصبا، كان بالمدينة التي لم يكن يتجاوز عدد سكانها الربع مليون.. ثلاث عشرة دار سينما تعرض أحدث الأفلام في نفس توقيت عرضها في القاهرة. وكان لدينا مسرح رأيت فيه لأول مرة يوسف وهبي والمسرح القومي، وبدأ فيه المسرح الحر عرض مسرحياته قبل القاهرة التي لم يستطع أن يوفر فيها مسرح .

عندما جئنا للدراسة الجامعية كانت العاصمة شعلة نور تضيء دروب الثقافة والفنون. دور السينما تستقبل في بعض السنوات ما يقارب المائة فيلم من الإنتاج المصري بالإضافة إلي الأفلام العالمية. الموسم المسرحي يبدأ في الخريف فتدخل في سباق لملاحقة الجديد الذي تقدمه فرق الأوبرا والقومي والحديث والحر والطليعة.. بجانب مسارح الريحاني وإسماعيل يس ثم المهندس وفرق التليفزيون، وصولا إلي الثلاثي وعادل إمام. بالإضافة لفرق الرقص الشعبي والاستعراضي وفي المقدمة فرقة رضا والقومية .

عالم من الجمال كان يضيء ليالي القاهرة أسعاره كانت في المتناول. تصاحبه ليالي الموسيقي والغناء التي تزينها أم كلثوم ومعها حليم وفريد ونجوم يسطعون في أضواء المدينة. ووسط هذا كله كنا نحلم بالأفضل. نترقب أن تتضاعف أعداد دور السينما ويتضاعف معها عدد الأفلام التي ننتجها. أن تصل هذه الفنون إلي كل قرية. أن تحتضن قصور الثقافة أجيالا من  المبدعين تستكمل الطريق وتنشر قيم الجمال والمحبة في كل مكان .

جاء الزمن الخطأ مع الانفتاح السبهللي. تراجع الاهتمام بالثقافة والفنون. كان لدينا ما يقارب الثلاثمائة دار عرض فأصبحت حوالي ستين!! تعكس الإنتاج السينمائي لحد محزن. محافظات بأكملها ليس بها دار سينما واحدة. المسرح يقاتل حتي تظل أبوابه مفتوحة. الفكر الظلامي يحاصر الفن من ناحية، وسماسرة الانفتاح من ناحية أخري والدولة ظلت لسنوات غائبة.

هل نصحو لأهمية  أن نعود لرعاية الثقافة والفنون؟ هل ندرك أنها جزء مهم من قوة مصر. وأن الاستثمار فيها هو الأبقي والأنفع؟

ليتنا نفعل قبل فوات الأوان !!

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر من احتراق سينما أكبر من احتراق سينما



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon