توقيت القاهرة المحلي 05:04:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكبر من احتراق سينما !!

  مصر اليوم -

أكبر من احتراق سينما

بقلم - جلال عارف

جزء من القاهرة التي نحبها يختفي. احترقت سينما »ريفولي»‬ الشهيرة كما احترقت دار الأوبرا القديمة من قبل. في الحقيقة كانت »‬ريفولي» قد خرجت من الذاكرة الفنية منذ سنوات. أغلقت أبوابها وبدأت تنشأ داخلها البوتيكات. مثلها مثل العشرات من دور السينما في القاهرة وخارجها تحولت بالحرائق أو بالهدم إلي طريق آخر في زمن الانفتاح السبهللي الذي استباح كل شيء، والذي تدفع فيه الثقافة والفنون الثمن الأكبر !!

في مدينتي »‬بورسعيد» حيث الطفولة والصبا، كان بالمدينة التي لم يكن يتجاوز عدد سكانها الربع مليون.. ثلاث عشرة دار سينما تعرض أحدث الأفلام في نفس توقيت عرضها في القاهرة. وكان لدينا مسرح رأيت فيه لأول مرة يوسف وهبي والمسرح القومي، وبدأ فيه المسرح الحر عرض مسرحياته قبل القاهرة التي لم يستطع أن يوفر فيها مسرح .

عندما جئنا للدراسة الجامعية كانت العاصمة شعلة نور تضيء دروب الثقافة والفنون. دور السينما تستقبل في بعض السنوات ما يقارب المائة فيلم من الإنتاج المصري بالإضافة إلي الأفلام العالمية. الموسم المسرحي يبدأ في الخريف فتدخل في سباق لملاحقة الجديد الذي تقدمه فرق الأوبرا والقومي والحديث والحر والطليعة.. بجانب مسارح الريحاني وإسماعيل يس ثم المهندس وفرق التليفزيون، وصولا إلي الثلاثي وعادل إمام. بالإضافة لفرق الرقص الشعبي والاستعراضي وفي المقدمة فرقة رضا والقومية .

عالم من الجمال كان يضيء ليالي القاهرة أسعاره كانت في المتناول. تصاحبه ليالي الموسيقي والغناء التي تزينها أم كلثوم ومعها حليم وفريد ونجوم يسطعون في أضواء المدينة. ووسط هذا كله كنا نحلم بالأفضل. نترقب أن تتضاعف أعداد دور السينما ويتضاعف معها عدد الأفلام التي ننتجها. أن تصل هذه الفنون إلي كل قرية. أن تحتضن قصور الثقافة أجيالا من  المبدعين تستكمل الطريق وتنشر قيم الجمال والمحبة في كل مكان .

جاء الزمن الخطأ مع الانفتاح السبهللي. تراجع الاهتمام بالثقافة والفنون. كان لدينا ما يقارب الثلاثمائة دار عرض فأصبحت حوالي ستين!! تعكس الإنتاج السينمائي لحد محزن. محافظات بأكملها ليس بها دار سينما واحدة. المسرح يقاتل حتي تظل أبوابه مفتوحة. الفكر الظلامي يحاصر الفن من ناحية، وسماسرة الانفتاح من ناحية أخري والدولة ظلت لسنوات غائبة.

هل نصحو لأهمية  أن نعود لرعاية الثقافة والفنون؟ هل ندرك أنها جزء مهم من قوة مصر. وأن الاستثمار فيها هو الأبقي والأنفع؟

ليتنا نفعل قبل فوات الأوان !!

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر من احتراق سينما أكبر من احتراق سينما



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon