بقلم - جلال عارف
الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» زعلان.. زعلان ليه؟! لأنه لم يحصل علي جائزة »نوبل» حتي الآن (!!) بينما حصل عليها سلفه في بداية حكمه لأمريكا، وقبل أن يحقق أي إنجاز داخلي أو خارجي !! .
بالنسبة لأوباما لم يكن بالطبع يستحق الجائزة بشخصه وربما منحوه الجائزة في بداية عهده حتي يكون واضحا أن هذه الجائزة ليست له كفرد، ولكنها لإنجاز الشعب الأمريكي الذي استطاع خلال أقل من نصف قرن أن ينتقل من مرحلة التمييز العنصري في أسوأ صوره، إلي أن ينتخب رئيسا للبلاد رجلا من زنوج أمريكا الذين كانوا حتي منتصف الستينيات من القرن الماضي يخضعون لأقسي الدرجات الفصل العنصري. ويمنعون من ركوب الاوتوبيسات أو دخول المطاعم أو المقاهي المخصصة للبيض فقط، أو الاقتراب من المدارس أو الجامعات التي لا يدخلها إلا أصحاب البشرة البيضاء !! .
وبغض النظر عن السلوك الشخصي والفضائح السابقة قبل الوصول للبيت الأبيض، فإن الرئيس ترامب يعتقد انه الأحق بـ»نوبل» وبأي جائزة أخري. وهو لا يتوقف عن التأكيد بأنه حقق في عامين فقط ما لم يحققه رئيس أمريكي آخر طوال عهده (!!) وهو لا ينكر أنه يريد »نوبل» وربما كان جزء من اهتمامه بملف كوريا الشمالية بالذات يرتبط بهذه الرغبة الترامبية!!
لايدرك الرجل أن نوبل ذهبت إلي »أوباما» لتكريم مسار إنساني رائع للأمة الأمريكية حققه في نصف قرن القضاء علي العنصرية وأوصل ابن المهاجر الإفريقي الاسمر الي البيت الأبيض. ويتجاهل ترامب أنه جاء من »الطريق العكسي» لهذه المسيرة ليكون صوت »أمريكا البيضاء» الذي يمثل اليمين المناهض للعناصر الأخري داخل المجتمع الامريكي المتنوع. والذي يبني مشروعه علي الانحياز للجنس الأبيض، وفرض جدران العزلة لمنع المهاجرين، ويعيد حروب التجارة بين أمريكا والعالم .. وينحاز ــــــ في الـداخل الامريكي ــــــ لطبقة الاغنياء التي جاء منها أو جاءت به !!
ومع ذلك فكل الاحتمالات واردة.. فلا »نوبل» بريئة، ولا كل من فازوا بها كانوا أفضل من »ترامب» !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع