بقلم - جلال عارف
الغباء الأردوغاني صور للرئيس التركي أن قرار »ترامب» بالانسحاب من سوريا، يعني إعطاء أردوغان »كارت بلانش» لاستباحة شمال سوريا وضرب أي قوة للأكراد السوريين، وتمهيد الطريق أمام توسيع النفوذ التركي وضمان أكبر حصة من المكاسب عند التسوية النهائية للاوضاع في سوريا!!
تصور أردوغان أن الانسحاب الأمريكي يأتي لمنع الإحراج حين تكون القوات الأمريكية شاهدا علي الضربات التركية المتوقعة للحليف الكردي الذي ساهم بالفعل في ضرب الدواعش، حين كان أردوغان يناور حينا، ويمد يد المساعدة للميلشيات الإرهابية حينا آخر، ويفتح حدود بلاده للدواعش القادمين من كل أنحاء الدنيا للمشاركة في تدمير سوريا!!
وحتي يمهد أردوغان لخطواته القادمة في سوريا، افتعل معارك وهمية بين الميلشيات الإرهابية في الشمال السوري، وجعل الفرق الإرهابية الخاضعة له تنسحب من مناطق شاسعة في ريف حلب وتسلمها للدواعش (في تكرار فج لما حدث قبل خمس سنوات) لكي تقوم القوات التركية بعد ذلك بغزو المنطقة بحجة محاربة الدواعش!!.
ولم ينتبه أردوغان أنه بذلك يسئ الحسابات، فلا أمريكا ستتركه يمضي في محاولته الغبية ضد الأكراد، ولا روسيا ستقبل ان يحتل الشمال السوري. ولا العالم سيسمح له بالاستمرار في لعبة استخدام الجماعات الإرهابية (من الإخوان حتي داعش) لتحقيق أوهامه في توسيع النفوذ واستعادة السلطنة العثمانية البائدة!!
الأهم من ذلك ان أردوغان لم يقدر حجم الاحراج الذي يسببه لترامب حين يتآمر مع الدواعش لتوسيع تواجدهم حتي يبرر تدخله في شمال سوريا، بينما أردوغان يسحب قواته ويعلن أنه هزم الدواعش وأنهي المهمة في سوريا!!.
والنتيجة صفعة من ترامب لأردوغان، وتهديد علني بتدمير تركيا اقتصاديا إذا هاجمت أكراد سوريا. بدا واضحا ان اللعبة الاردوغانية لن يسمح لها بالمرور (من جانب أمريكا) هذه المرة!!.. بالطبع لن يجرؤ أردوغان علي المضي في لعبته داخل سوريا بعد الإنذار الأمريكي.. لكن ماذا عن باقي مخططات التآمر المشترك بينه وبين الإخوان والدواعش والنظام القطري العميل؟!.. لا أظن أن الإجابة ـ حتي الآن ـ ستأتي من ترامب!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع