بقلم : جلال عارف
التنسيق بين مصر والأردن مهم جدا في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة. القطران الشقيقان هما الأقرب إلي قضية فلسطين وتفاعلاتها الخطيرة، وهما -بعد ما حدث في سوريا- يقعان في القلب من صراعات المنطقة.
ولا شك أن صمود القطرين الشقيقين في وجه العاصفة التي اجتاحت المنطقة في السنوات الأخيرة كان نقطة أساسية في وقف انهيار الأوضاع في المنطقة. مصر كانت العنصر الحاسم في هزيمة مخططات هدم الدولة الوطنية وتسليم الشعوب العربية لحكم تجار الدين والأوطان ليبيعوها بالتجزئة!! اسقطت مصر حكم الإخوان الفاشي، وانطلقت -بدعم عربي- لكي تقضي علي الإرهاب، ولكي تعيد البناء الداخلي، ولكي تستعيد القرار المستقل، ودورها الأساسي في منظومة الأمن القومي العربي.
والأردن الشقيق مر بظروف صعبة. واستطاع أن يحافظ علي الدولة من صراعات الداخل ومن الأخطار الهائلة التي أحاطت به. أدار معركة قاسية لحصار قوي التطرف، ولمنع تمدد »داعش» إلي أراضيه، واتخذ موقفا متوازنا مما يجري في سوريا إدراكا بأن سقوط الدولة يعني الفوضي التي لابد أن تجتاح الأردن.
التنسيق بين مصر والأردن ضروري ومهم. سواء فيما يتعلق بسوريا، أو بالموقف من القضية الفلسطينية التي تمر بفترة دقيقة. الحديث عن مشروع أمريكي لحل مقبول للصراع ينسفه التميز الكامل من إدارة ترامب للكيان الصهيوني. قرار ترامب حول القدس أغلق الطريق أمام ما سمي بـ»صفقة القرن». إطلاق يد إسرائيل اعتمادا علي دعم واشنطن كان لابد أن يفجر الموقف. التعرف علي أساس أن حالة الضعف العربي تعطي الفرصة لفرض الأمر الواقع كما تراه واشنطن وتل أبيب هو الوصفة الجاهزة للحرب وليس للسلام.
وزيرا خارجية مصر والأردن أعلنا من القاهرة أن طريق السلام والاستقرار في المنطقة لابد أن يبدأ من الإقرار بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين، ومن الحل العادل الذي يضمن للفلسطينيين دولتهم المستقلة علي حدود 67 وعاصمتها القدس العربية.
مهم جدا أن يكون الموقف واضحا، وأن يكون التنسيق كاملا بين الدولتين اللتين تحملتا المسئولية الأكبر تجاه القضية الفلسطينية، ومهم جدا أن تصل الرسالة إلي كل الأطراف وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لتدرك نتيجة انحيازها الكامل لإسرائيل وتبريرها لكل جرائمها. ليت واشنطن تسمع صوت العقل قبل فوات الأوان
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع