بقلم - جلال عارف
كنت أتمني أن تتوافق حركة تجديد القيادات المحلية وتعيين المحافظين، مع حملة شاملة من أجل النظافة باعتبارها مشكلة لم يعد ممكناً التعامل معها بالشكل الذي ساد علي مدي سنوات سابقة، وأوصلنا إلي هذا المستوي المتردي من النظافة .
التعامل الروتيني لم يعد مجدياً. والبداية هي إدراك مدي الخسائر التي نتعرض لها من صحتنا، ومن هبوط مستوي الأداء بسبب آثار انعدام النظافة علي الصحة العامة.. ثم من الآثار بالغة السوء علي كل شيء في حياة بلد تمثل السياحة مورداً أساسياً له .
تحتاج مواجهة المشكلة جهداً هائلاً لكني كنت أتمني أن نبدأ (مع تجديد قيادات المحليات) بإطلاق أسبوع نحشد فيه كل طاقات المحليات بشرياً ومادياً. أن ينزل المحافظون وكبار الموظفين إلي الشارع يقودون جهد استعادة الوجه المشرق النظيف لمدننا. أن يذهب الطلبة لمدارسهم للمشاركة في إعدادها لبدء الدراسة. أن يخرج شباب الأندية ومراكز الشباب لقيادة حملات تنظيف احيائهم.. أن تنزل حملات الرقابة تعيد الانضباط إلي المقاهي وتعيد الأرصفة لسير المشاة. أن تخضع المطاعم ومحلات الأغذية والجزارة للتفتيش الدقيق. وأن يتم التأكد من استيفاء العاملين بها للشروط الصحية .
كنت أتمني أيضاً أن يترافق ذلك مع حملة توعية شاملة تشارك فيها أجهزة الإعلام. تنظم معها المسابقات للأنظف والأجمل بين المدن والأحياء والقري والمدارس. أن نذكر الجميع مرة أخري أن »النظافة من الإيمان». أن نقول للكل إننا سنطبق القوانين بعد ذلك بكل حزم. وأننا -في نفس الوقت- سنواصل العمل لكي يكون كل مواطن صاحب مبادرة يدرك أن النظافة في كل شيء حوله هي حقه الطبيعي الذي يحرص عليه ويرفض أي خروج عنه .
كنا أطفالاً نتلقي التعليم بالمجان في مدارس حكومية. كانت المدرسة عنواناً للنظافة والنظام. وكنا نقف في طابور الصباح يمر علينا المدرسون للتأكد من أن كل شيء علي ما يرام. الملابس نظيفة، والأحذية لامعة، والالتزام بالنظافة كامل من الشعر حتي الأظافر.. لم يكن الأمر يحتاج للثراء وإنما للثقافة العامة التي تلتزم بكل ما هو جميل .
كنت أتمني أن »نقتحم» مشكلة النظافة مع بداية التغييرات في المحليات. وما زلت أرجو موعداً آخر لهذا الاقتحام المطلوب. صدقونا يا سادة: الأمر يستحق.. من أجل أطفالنا قبل أن يكون من أجل السياحة !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع