بقلم - جلال عارف
عام مضي علي مذبحة »مسجد الروضة» في شمال سيناء. لن ننسي هذه المأساة أبدا، ولن نغفر لمن ارتكبوها أو لمن قادوهم لذلك بأفكارهم الشيطانية وبخروجهم علي الدين وخيانتهم للوطن.
كان الخوارج والعملاء قد جربوا الكثير من ممارساتهم المنحطة لإثارة الفتنة واستباحة الدماء. اعتدوا علي الكنائس، وحاولوا الاستيلاء علي منابر المساجد، وافتعلوا المعارك الوهمية حول ملابس المرأة أو ذقن الرجل، وأقاموا الدنيا وأقعدوها حتي لا يضار الدين - في فكرهم المريض - حين يمنع زواج الاطفال أو ختان البنات!! لكننا كنا بعيدين عن ظاهرة تفجير المساجد التي شهدتها مجتمعات تتنوع فيها المذاهب وتتقاتل باسم الدين البريء من كل هذه الجرائم. ثم جاءت مذبحة »الروضة» لتقول ان الخوارج والعملاء لا يعرفون نهاية لانحطاطهم. كنا امام مذبحة لا تنتمي للاسلام ولا لأي دين سماوي بأي صلة، كنا أمام حثالة »الفكر» الإخواني الداعشي وهي تضرب كل القيم الإنسانية، وتقدم أحدث صور التوحش والانحطاط، محاولة أن تنسبها إلي الدين الذي قام علي الرحمة والتسامح وإعلاء قيمة الإنسان الذي استخلفه الله لإعمار الأرض وليس لنشر الدمار فيها.
بعد عام من المذبحة.. تواجه عصابات الشر نهايتها. المعركة علي أرض سيناء الآن لتطهير ترابها حتي لا ينبت أبدا جذورا للإرهاب. جنودنا البواسل يكتبون أنصع صفحات كفاح شعبنا من أجل الخلاص من هذا الوباء. وكتائب التعمير تغزو سيناء، تبث الحياة وتقيم المصانع والمزارع وتبني أسس نهضة طال انتظارها.
لن ننسي، ولن نغفر.
مئات الضحايا الذين سقطوا شهداء أو جرحي في حادث مسجد »الروضة» كانوا يكتبون بدمائهم شهادة الخلاص من هذا الوباء. ومع ذلك فعلينا أن ننتبه جيدا. بالأمس فقط كان البعض من هؤلاء يحكم علينا بالكفر لأننا احتفلنا بميلاد سيد البشر (!!) وبالأمس كنا نتحدث في ذكري الرسول الكريم وكأننا في طريقين مختلفين (!!).
تحية لأرواح شهداء »الروضة» ولكل الشهداء. ودعاء إلي الله أن يهدينا جميعا إلي سواء السبيل.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع