بقلم: جلال عارف
الإرهاب ـ كعادته ـ منحط وحقير، يضرب هذه المرة في أقصي جنوب آسيا يستهدف الآمنين في دور عبادتهم وفي يوم عيدهم، ويستهدف الفنادق السياحية ويترك وراءه ما يقرب من ثلاثمائة قتيل وضعفهم من المصابين.
الضحية كانت دولة سريلانكا هذه المرة الدولة المنكوبة بالحروب الأهلية التي لم تتوقف إلا منذ عشر سنوات، تجد نفسها مرة أخري امام هذه المأساة التي تفتح كل جروحها والتي تعيد التذكير بان الإرهاب يتحول الي وباء، وانه لا أحد بعيد عنه. »سريلانكا» دولة غالبية سكانها من البوذيين (٧٠٪) مع أقليات تتعدد بين الهندوس (١٢٪) والمسلمين (١٠٪) والمسيحيين (٧٪). التعدد الديني والتنوع العرقي بين الاغلبية السنهالية والأقلية التاميلية كان يمكن ان يتحول الي مصدر ثراء للمجتمع، لكنه تحول الي مصدر للحروب التي انكهت البلاد.
الحكومة هناك تقول إن المجزرة نفذت بمساعدة تنظيم دولي والتحذيرات كانت تؤكد منذ فترة ان جنوب آسيا هي أحد المراكز المحتملة لتمركز جماعات الإرهاب. ما وقع في »سريلانكا» ينبه العالم كله الي ضرورة حشد كل الجهود لمواجهة هذا الوباء بحرب شاملة لا يتساهل فيها أحد مع أي جريمة للإرهاب ولا يحاول أن يجد لها مبرراً(!!) فالإرهاب لا يمكن تبريره، ولا علاج له الا باستئصاله تماما وبتجفيف كل المنابع التي تمده بأسباب الحياة!!
علي العالم كله أن يواجه الحقيقة، تيارات اليمين المتطرف المتعصب تقوي وتنشر الكراهية في أنحاء الأرض. عصابات المتاجرين بالدين تتغذي علي أفكار الكراهية وعلي عذابات الفقراء والمضطهدين. وللأسف الشديد مازال البعض يتصور ان بإمكانه ان يحمي نفسه ببناء الاسور والعيش خلفها. لكن الكراهية قادرة علي عبور الأسوار، والإرهاب لن يختفي الا بأن يتحد العالم في مواجهته. مذبحة »سريلانكا» انذار جديد لا مجال لتجاهله، حتما ستنتصر الإنسانية علي هذا الوباء.. فلنجعل بحربنا الشاملة الطريق الي هذا الانتصار أقصر والضحايا أقل