بقلم - جلال عارف
روح جديدة تسري في العلاقات المصرية- السودانية. مرة أخري يدرك الجميع أن ما بين الأشقاء أكبر من أي اختلاف عارض في وجهات النظر أو أي محاولات من الأعداء لبث الفرقة بين اخوة قهروا -علي مدي الزمن- كل الدسائس والمؤامرات.
الاجتماع الأخير للجنة الوزارية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في الدولتين الشقيقتين كان يقدم التأكيد علي أن الأوضاع تسير في الطريق الصحيح. المحبة والتقدير والاخوة هي هي.. لكن ما يختلف هو أن الحديث يتجاوز الماضي بكل ما فيه إلي الحاضر والمستقبل.
لشعارات تختفي ليحل محلها حديث العقل والتخطيط العلمي لكل ما فيه مصلحة الشعبين والدولتين. أدرك الجميع أن المخاطر واحدة وأن التنسيق الأمني لابد أن يكون علي أعلي مستوي لمواجهة إرهاب لا يستثني أحدا من جرائمه، ولتأمين الحدود البرية وحماية أمن البحر الأحمر.
والتنسيق بشأن قضايا مياه النيل أمر لا غني عنه، خاصة بعد التطورات الايجابية في العلاقات مع إثيوبيا، والتي تفتح الباب أمام حل كل مشاكل سد النهضة بما يضمن مصالح كل الأطراف وحقوقها التاريخية وبما يؤسس لعلاقات مستقبلية تتضافر فيها الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوب وادي النيل.
ولعل ما شهده اجتماع القاهرة المصري السوداني من توافق علي عدة مشروعات للتوقيع عليها خلال اجتماع اللجنة الرئاسية العليا قريبا، يؤكد أن الخير قادم، وأن آفاق التنمية المشتركة بلا حدود.
مشروع الربط الكهربائي يسير قدما، والربط بين السكك الحديدية في القطرين الشقيقين يمثل نقلة نوعية لخدمة الاقتصاد وتوثيق العلاقات. الطريق ينفتح أمام مشروعات استراتيجية للزراعة وتوفير اللحوم.. وهي مشروعات تأخرت كثيرا وآن الأوان لأن تجد الطريق للتنفيذ بدعم حقيقي وإرادة سياسية حاسمة.
نعرف أن كل خطوة لتعزيز العلاقات بين أشقاء المعبد الواحد في مصر والسودان، تستنفر قوي الشر المتربصة بنا. جربنا ذلك كثيرا وتعلمنا منه أن نقبل التحدي وأن نستمر في الطريق الصحيح الذي يزرع الخير في ربوع وادي النيل.
الإرادة حاضرة، والمصلحة واحدة، وما يملكه القطران الشقيقان من إمكانيات يتيح أمامهما كل فرص التكامل والنهضة رغم كل التحديات.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع