بقلم - جلال عارف
نفتقد الحضور الجميل للعمدة صلاح السعدني وهو يعطر شاشات التليفزيون ببهجة الفن.. اخذه المرض منا وحرمنا منذ سنوات من هذه الطاقة الفنية المبدعة.
لم يكن صلاح طوال مسيرته الفنية مجرد ممثل يؤدي دورا بل كان الفنان الذي يعرف أن له رسالة، والمثقف الذي يصنع ثقافة في خدمة فنه، وصاحب الموقف الذي يعرف أن الفن ليس »سبوبة» وأن عليه ان يسعي دائما لكي يقدم الاجمل والأنفع للناس، والأبقي للفن.
صلاح هو أذكي أبناء جيله وأكثرهم ثقافة. تأخر سنوات بسبب مواقفه، وبسبب صدام الأخ الأكبر كاتبنا الراحل الكبير محمود السعدني مع السلطة. ثم انطلق بعد ذلك ليصبح النجم الساطع في سماء التليفزيون في فترة توهج الدراما التليفزيونية المصرية. واذا كان العمدة في ليالي الحلمية هو دوره الأشهر، فإن الروائع التي قدمها كثيرة، وسيبقي دوره في »أرابيسك» علي سبيل المثال، من علامات الدراما التليفزيونية في أرقي صورها.
لم يكن صلاح في أي عمل يشارك فيه مجرد »نجم» يلعب بمفرده. بل كان يتحول بتواضعه الجميل وانسانيته المفرطة، ووعيه الفني الهائل، إلي القلب النابض للعمل. يسعي مع الجميع لخلق الحالة الفنية التي تمكن كل فنان من أن يعطي أفضل ما عنده.
لا أعرف ماذا كان سيفعل صلاح لو تابع حالة التراجع التي نراها في دراما رمضان هذا العام علي شاشات التليفزيون.. ربما كان حضوره الفني دافعا لمقاومة التراجع، وربما كان سيلجأ للمسرح ليعطينا اضافة جديدة إلي ما قدمه في التحفة المسرحية »الملك هو الملك» لكنه يغيب ولا نملك إلا الدعاء لله أن يمن عليه بالشفاء، وأن يمن علينا بعودته ليضيء ليالينا بالفن الجميل، والبهجة الصاقة والحب الذي يسع الدنيا كلها.
أيها العمدة الجميل.. سلاما وتحية، ودعاء بالشفاء والعودة.. ورمضان كريم .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع