بقلم : جلال عارف
التحقيق المتميز الذي قدمته »الأخبار» بالأمس عن مراكز الشباب يعطي صورة باهرة للجهد الذي تم بذله من أجل إعادة الحياة لهذه المراكز التي كادت تتحول إلي »خرابات» بعد إهمال طال لسنوات عديدة.
الوزير خالد عبدالعزيز لم يشغل نفسه كثيرا بمعارك الأندية الكبيرة ولا صراعات الأهلي والزمالك الحقيقية أو المصطنعة. بل ركز الجهد علي توفير الإمكانيات لممارسة الرياضة أمام أكبر عدد من الشباب المحروم منها. كانت هذه هي الفكرة الاساسية عند انشاء مراكز الشباب قبل أن يدهمها الإهمال الذي طال كل الخدمات التي كانت تتاح أمام الشباب بلا مقابل أو برسوم قليلة. وهكذا كان الأمر أيضا مع قصور الثقافة التي انتشرت في كل انحاء مصر ترعي الابداع وتنشر الجمال وتقف مع الرياضة في توفير الحصانة الطبيعية لشبابنا ضد التطرف أو الانحراف.
جهد هائل بلا شك لتوفير عدة آلاف من ملاعب الكرة الخماسية وصالات الألعاب الرياضية داخل مراكز شباب يتم تحديثها لتتحول الي مركز جذب لشباب يستحق كل رعاية.. والأهم أن الجهد متصل، وأن خريطة التوسع جاهزة ليكون مركز الشباب المؤهل جيدا متاحا أمام الجميع. والأكثر أهمية أن هناك رؤية تحكم ما يتم، ووعي سياسي بأهمية توفير وسائل إعداد الشباب لتحمل مسئولياتهم. ولعل ذلك يكتمل بتعاون كل أجهزة الدولة مع وزارة الشباب في هذه المهمة.
وكم أود هنا أن أشير إلي ما يمكن ان يضيفه ـ علي سبيل المثال ـ التعاون مع التربية والتعليم، بأن تتاح ملاعب هذه المراكز الشبابية للفرق الرياضية من مدارس الحي التي لا تملك ملاعب ولا يمارس طلابها الرياضة.
الشكر ضروري للوزير خالد عبدالعزيز، والأمل كبير أن يتواصل العمل حتي يجد كل شاب مكانا يمارس فيه الرياضة في مركز مجهز للشباب. والأمل أكبر في أن تلحق قصور الثقافة بمراكز الشباب، وان تتاح الإمكانيات لانقاذ هذه القصور التي انطفأت فيها الأنوار بفعل الإهمال، وأن تضاف لها قصور جديدة تصل بالثقافة إلي مستحقيها، وترعي الإبداع الذي يتبدد معظمه لانعدام الرعاية.
قصر ثقافة ومركز شباب بقيادات واعية.. هذا استثمار حقيقي عائده أكبر مما يتصور الكثيرون. وحاجتنا إليه تفرض ان تكون له الأولوية من رعاية الدولة ومن إسهامات من يستطيعون
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع