بقلم : جلال عارف
أمامنا تحديات هائلة تحتاج لجهد هائل لمواجهتها. معارك الداخل كبيرة، والظروف الإقليمية شديدة الاضطراب، والصراعات الدولية لابد أن تترك آثارها في منطقتنا التي يراد لها دائما أن تدفع فواتير هذه الصراعات .
معركتنا ضد الارهاب ممتدة. سنقضي حتماً علي بؤر الإرهاب النشيطة بجهد وتضحيات جنودنا البواسل، لكن الحرب علي الإرهاب لن تتوقف لتجفيف منابعه، ولتحصين المجتمع من التطرف والتعصب والكراهية..وهي مهمة تحتاج لحشد الجهود من أجل تعليم ينحاز للعقل وثقافة تنشر المحبة وتسمو بالبشر، وعلم ينفع الناس، وعدل وحرية يحصنان الوطن ويحميان التقدم علي الدوام .
ومعركتنا من أجل بناء الدولة الحديثة التي نحلم بها ليست سهلة. تحتاج للاستخدام الأمثل لثرواتنا البشرية والمادية، ولتحفيز الرأسمال الوطني (العام والخاص) ليكون أساس التنمية التي لن تتحقق إلا بجهد وأبناء مصر وإبداع عقولها، لكي يكون عائد التنمية لشعبها، ولكي يعمل الاستثمار الخارجي وفق أولوياتنا الوطنية .
ولا ينفصل ذلك كله عن تحديات الأمن القومي.. بدءاً من تأمين حقوقنا المشروعة في مياه النيل، إلي حماية مياهنا الاقليمية وما فيها من ثروات بترولية، إلي ضرب أي مصدر لتهديد استقرارنا عبر الحدود، وإمتلاك القوة اللازمة لتحقيق ذلك .
يفرض علينا كل ذلك أن نمتلك برنامجا للعمل الوطني يرسم الطريق لاستكمال تحقيق هذه الأهداف التي أجمعت عليها قوي الشعب في ثورتي يناير ويونيو ضد الفساد وضد الفاشية الدينية الإخوانية .
تفرض علينا التحديات الهائلة التي نواجهها أن نراجع المسيرة، وأن نستجمع قوانا لكي نعبر الصعاب ونفتح أبواب المستقبل لمصر التي نتمناها جميعا. تفرض علينا التحديات أن توزع أعباء التنمية والاستقرار بالعدل، وأن يشارك الجميع في جني الثمار. وتفرض علينا التحديات أن نعيد الحيوية للعمل السياسي أمام القوي المدنية التي تحترم الدستور والقانون،وتؤمن بحقوق المواطنة وبالدولة المدنية، وتقف ضد الإرهاب والفاشية الدينية، وتحارب الفساد والتعصب والكراهية، وتتمسك بالاستقلال الوطني، وتحمي الحريات وتنشد العدل، وتتوحد في مواجهة الخطر وقهر التحديات .
نعرف أن التحديات صعبة، لكن التجربة تؤكد أننا نستطيع.. حين نملك الرؤية، وتتوحد خطانا في الطريق الصحيح. نتفق ونختلف ولكن في رحاب الوطن، علي طريق العدل والحرية، وكرامة الوطن.. والمواطن
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع